responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كواشف زيوف المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 588
قامت الثورة الاشتراكية في روسيا، التي لم تكن فيها صناعات كثيرة، ولا رأسمالية، فالبلاد الروسية كانت آخر البلدان الأوروبية التي يصدق عليها التطور المدعى. وكذلك الأمر في الصين، فقد ظهرت فيها الشيوعية وثورتها على خلاف مزاعم الماركسية كلياً.
ونقول أيضاً: إن الاشتراكية الروسية التي ترى الفكرة الماركسية أنها ستتحول إلى الشيوعية، قد أثبت الواقع أنها تتراجع عن كثير من تطبيقاتها الاشتراكية، فضلاً عن أن تتقدم أية خطوة في طريق التحول إلى الشيوعية، كذلك لا يوجد دليل واحد يدل على أن المجتمع الاشتراكي السوفييتي مجتمع تتراكم فيه أمور قد تدفع به يوماً ما إلى التحول إلى الشيوعية التامة.

بل إن المتراكمات قد تدفع به يوماً ما إلى العودة إلى الرأسمالية، أو إلى أي وضع غير الشيوعية، متى أتيحت له ظروف يستطيع بها التخلص من ضواغط الحكم الصارم، والتخلص من الاشتراكية المشقية له.

وأما في الصين الشيوعية فقد أعلنت الإذاعات في هذه الأيام تراجعها عن كثير من التطبيقات الاشتراكية، متجهة نحو الاقتصاد الحر.

ونقول ثالثاً: إن الماركسيين يقررون أن الفكر والوعي انعكاس صور الأشياء على الدماغ، والتفكير ليس إلا إعادة لإنتاج الواقع منسوخاً على صفحة الذهن.

فإذا كانت هذه عقيدتهم بالنسبة إلى الفكر والوعي الإنساني، فمن أين لهم أن يأتوا بفكرة الحتميات الطبيعية والتاريخية المستقبلية، دون أن تصبح هذه الفكرة بذاتها انعكاساً للواقع؟!

إن مقتضى أساس مذهبهم في المعرفة يمنع من اتخاذ قرارات كلية سابقة لاختبار الطبيعة.

فكيف يقررون حتمياتهم في وصف أحداث المستقبل، مع أن الأفكار عن المستقبل أفكار لا قيمة لها من وجهة نظرهم، لأنها ليست مأخوذة من انعكاس الواقع على الذهن؟!

اسم الکتاب : كواشف زيوف المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 588
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست