والآراء والأوضاع السياسية الجديدة، من حيث هي قوة تنظيم وتعبئة وتحويل، وفي الحقيقة، إن الأفكار والنظريات الاجتماعية الجديدة، إنما تظهر لأنها ضرورية للمجتمع، فبدون عملها المنظم والمعبأ والمحول يستحيل حل المسائل العاجلة الملحة التي يقتضيها تطور الحياة المادية للمجتمع ".
2- وتقرر المادية التاريخية الماركسية أيضاً:
أن كل نظامٍ اجتماعي، وكل حركة اجتماعية في التاريخ لا ينبغي الحكم عليها من ناحية العدالة الأبدية، أو من ناحية أيةِ فكرة أخرى مقررة سلفاً كما يفعل المؤرخون على الغالب، بل ينبغي أن تبني الأحكام على أساس الظروف التي ولدت هذا النظام، وهذه الحركة الاجتماعية.
ويقول الماركسيون في هذا الصدد:
لما كان التطور يجري بانبثاق التناقضات الداخلية، وبالنزاع بين القوى المتضادة على أساس هذه التناقضات، وأن غاية هذا النزاع هو قهر هذه التناقضات والتغلب عليها.
فمن الواضح أن نضال "البروليتاريا " الطبقي هو حادث طبيعي تماماً، ولا مناص منه، وبالتالي لا ينبغي إخفاء تناقضات النظام الرأسمالي، بل ينبغي إبرازها وعرضها، وينبغي خلق النضال الطبقي، والقيام به حتى النهاية، ولذلك يجب اتباع سياسة "بروليتارية" طبقية حازمة، لا سياسة إصلاحية تقول: بالتناسق بين مصالح "البروليتاريا" ومصالح "البورجوازية" ولا سياسة تفاهمية تقول بدمج الرأسمالية في الاشتراكية.
ويقول الماركسيون أيضاً:
إن شروط الحياة المادية في المجتمع، التي تحدد في النهاية هيئة