responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كواشف زيوف المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 500
حتى دركة الإلحاد والكفر بالله واليوم الآخر.
وبرهان ذلك الملاحدة الشيوعيون، من مستوى الفرد الشيوعي، حتى أكبر دولة شيوعية ملحدة، وكذلك سائر الماديين الملحدين.
أما النضج العقلي الصحيح فمن ثمراته الإيمان بالحق، ولما كان الدين الصحيح هو مجمع عناصر الحق الكبرى، التي تكشف مبدأ الإنسان وواجبه ومصيره، كان نوابغ الدهر المتمتعون بالنضج العقلي الصحيح، قمة الآخذين بالدين، والمستمسكين بتعاليمه، والداعين إليه.
وأما زعم "رسل": "أن المعايير الدينية تناهض بطبيعتها جميع المعايير الإنسانية الخيرة التي يجب أن تسود عالمنا الحديث".

فلست أدري عن أي معايير يتحدث، إنه لم يذكر لنا معياراً واحداً من معايير الدين التي يرى أنها تناهض جميع المعايير الإنسانية الخيرة، التي يجب - فيما يرى - أن تسود عالمنا الحديث؟!.
إن من أسس معايير الدين التي نعلمها، وجوب إحقاق الحق وإبطال الباطل، ووجوب إقامة العدل في الأرض، ووجوب الدعوة إلى فعل الخير وترك الشر. ونجد من أسس معايير الدين تكريم الإنسان، ونشر الإحسان في الأرض، ونجد فضائل التعاون والتآخي والنظام وإتقان العمل، ونجد محاربة الفحشاء والمنكر والبغي، ومقاومة الرذائل، لأن من شأنها جلب الشرور للإنسانية. ونجد من أسس معايير الدين العمل على إسعاد البشرية ورفاهيتها، وإزالة العداوات والبغضاء التي تولّدها أنانيات أفراداها وجماعاتها، إلى غير ذلك من معايير لا تجد البشرية أكمل منها ولا أفضل ...
فعن أي المعايير الدينية يتحدث، حتى نناقشه في ادّعائه بأنها تناهض جميع المعايير الإنسانية الخيرة؟!.
أهكذا تُطلَق الشتائم دون أي دليل، ودون ذكر أي مثال واحد للمدعي؟

اسم الکتاب : كواشف زيوف المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 500
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست