responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كواشف زيوف المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 495
إن من ينكر حياة كائن ما بغير دليل، يجد من الصعب عليه أن يكتشف المبرِّر العقلي لوجود إرادة لهذا الكائن، لأن إرادته فرع لتصور حياته، وبعد إنكار الأصل يكون إنكار الفرع شيئاً طبيعياً، ومذهباً سهلاً، لكن هذا الإنكار لا يعبّر عن الواقع بحالٍ من الأحوال.
إن الإيمان بالحياة بعد الموت للحساب والجزاء، في دار غير هذه الدار، قضية تعتمد على أصلين:
الأصل الأول: الإيمان بالله الخالق وعلمه وقدرته وحكمته وعدله، فمن آمن بالله وبحكمته وعدله، وضحت له ضرورة الجزاء، بعد ظروف الامتحان في هذه الحياة الدنيا.
الأصل الثاني: الإيمان بالوحي الرباني، وما جاء عنه من أخبار على لسان المرسلين.
فمن آمن بالله وبرسله، كان لزاماً عليه أن يصدّق بالأخبار التي تأتي عنه على لسان رسله. ومنها الأخبار التي تبين وقائع المستقبل الذي قضاه الله بمقتضى حكمته، فهو آتٍ لا محالة كما قضى وكما أخبر.
إن قضية الجزاء قضية عقلية لا محالة، وهي مستندة إلى القضية العقلية الأولى، وهي الإيمان بالله وكمال صفاته، ومنها حكمته التي لزم منها أن لا يكون الامتحان في هذه الدنيا عبثاً، فلا بد بعد الامتحان من حساب وجزاء، في حياة غير هذه الحياة.

لكن الدار الآخرة وما فيها من جنة ونار قضية خبرية، تستند إلى ما اختاره الخالق، فوضعه في خطة الخلق، وجعل له زماناً يتم فيه تنفيذه. وهي ليست قضية عقلية بحتة، حتى نبحث في نطاق العقل عن دليل يدل عليها، دون الاستناد إلى خبر عن الله صاحب الخطة.
لو أن عالماً من علماء الحيوان تحدث عن وجود حيوان بري غريب رآه بعينيه، وأخذ يصف مشاهداته الحسية له، ثمّ جاء سماك فقال:

اسم الکتاب : كواشف زيوف المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 495
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست