responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كواشف زيوف المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 476
وكأني بك تسائله في سذاجة الطفل: ومن أوجد الله؟ فالدين بصورتيه -الإيمان والإلحاد- لم يستطع أن يقدم تعليلاً واضحاً مقبولاً ... ".
ثمّ ذكر مثل ذلك عن العلم، وأنه عاجز عن شرح حقائق الكون، ثمّ قال:
" قل للعلم أن يكف عن إثبات الله وإنكاره، فليس اللاهوت ميدانه الذي يصول فيه ويجول، وقل للدين أن يكف عن مناشدة العقل، لأنه لا يستقيم مع نهجه في التفكير، تر الدين والعلم أخوين متصافحين، لكل منهما حلبةٌ ومجال ... ".

ثالثاً: اعترف "سبنسر" في أواخر حياته بتأثير المادية في انهيار الأخلاق، فقال للشيخ "محمد عبده" حين زاره في "إنكلترا":
" إن الإنكليز الآن دون ما كانوا عليه من عشرين سنة، فهم يرجعون القهقرى في الأخلاق، وسبب ذلك تقدم الأفكار المادية، التي أفسدت أخلاق اللاتين من قبلنا، ثمّ سرت إلينا عدواها، وستفعل ذلك في سائر شعوب أوروبا، ولا أمل في صد هذا التيار المادي، ولا بد أن يأخذ مده غاية حده ... إن الحق عند أهل أوروبا الآن للقوة ... ".
نقد آراء سبنسر
من الملاحظ أن إلحاده لا يقوم على أي دليل، فلقد أعلن عجز العقل عن إدراك الحقيقة، واعترف بأنه لم يستطع أن يجد ما يقنعه بالإلحاد، ولا أن يجد ما يقنعه بالله تعالى. وأقول: لو أنه استهدى بهدي الأدلة التي أرشد إليها القرآن لأبصر قضية الإيمان بالله تعالى ذات أدلة مقنعة له ولغيره، ومروية لظمأ العقول والنفوس والقلوب.
أما المشكلة الساذجة التي عبّر عنها بتساؤلها: ومن أوجد الله؟ وهي الوسوسة الشيطانية القديمة.

اسم الکتاب : كواشف زيوف المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 476
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست