1- لم يكن الإلحاد في التاريخ الإنساني ظاهرة بارزة، ذات تجمّع بشري، أو مذهباً مدعّماً بمنظمات ودول، والكفر السائد قد كان كفر الشرك بالله.
إنما كان الإلحاد ظاهرة فردية شاذة، وربما اجتمع عليه فئات قليلة شاذة من هواة الإجرام، والظلم والعدوان، والفسق والفجور والطغيان، وربما كان نزعة متألّه متسلط من البشر، يجحد الرب الخالق ليجعل نفسه إلهاً، فيعبده الناس من دون الله.
ومعظم النزعات الإلحاد التي ظهرت في التاريخ البشري، وعند بعض الأفراد، إنما كانت عرضاً طارئاً على نفوسهم وأفكارهم، ونزغات غير مستقرّات، ظهرت في بعض مراحل حياتهم، ولأسباب نفسيّة أو اجتماعيةٍ مرّوا بها، ثمّ خَبَتْ هذه النزعات والنزغات، ثمّ انطفأت نيرانها.
وكثير من هؤلاء صحا من سكراته ورعوناته، وعاد إلى حظيرة الإيمان.
2- ولم يصبح الإلحاد ظاهرة وبائية في كتل بشرية وتجمُّعات إنسانية ثقيلة وخطيرة، إلا بعد أن خطط اليهود لنشر الإلحاد في الناس، ولجعله مذهباً، وإقامة منظمات ودول كبيرة تدين به، وتكونُ مناخاً طبيعياً في أيدي شياطينهم، الذي يحتلون من هذه المنظمات والدول مراكز القيادة والتوجيه، ثمّ عملوا بكل ما أوتوا من مكر وخبث ودهاء وقوة ومال، لتحقيق هذا الهدف، الذي زعموه ممهداً لإقامة دولتهم الكبرى، التي يحلُمون بأن تحكم العالم كله.
جاء في البروتوكول الرابع، من برتوكولات شياطين صهيون:
"يجب علينا أن ننزع فكرة الله ذاتها من عقول "الجوييم" الأميين، وأن نضع مكانها عمليات حسابية، ورغبات مادية".