ورأى أن وظيفتهن في المجتمع الإنساني التي يجب عليهن القيام بها، هي إثارة عواطف الحنان والغيرية الكفيلة باستكمال الإنسان، التي هي "الموجود الأعظم".
الطبقة الثالثة: وتأتي بعد طبقة النساء، وهي طبقة رجال الصناعة والمال، ودورهم في المجتمع الإنساني هو بمثابة دور أعضاء التغذية في الفرد.
الطبقة الرابعة: وأخيراً يأتي في نظره دور العمال الذين هم بمثابة أعضاء الحركة في الفرد.
* * *
(10) وأخيراً تصور "أوجست كونت" بحسب ما تراءى له في فلسفته ما يلي:
(أ) أن الإنسان قمةُ الواقع، لكنه نظر إليه برؤية عامة اجتماعية جرد منها معنى "الإنسانية" ولم ينظر إليه برؤية فردية، وجعل معنى الإنسانية "الموجود الأعظم".
(ب) ورأى أن الإنسانية "موجود أعظم" ينبغي العمل على تقدُّمهِ وإسعاده.
(ج) وقد وجد أن الأخلاق تخدم الإنسانية، فجعل حماتها العلماء والكهنة.
(د) ووجد أن النظام يخدم الإنسانية، فجعل حماته السلطة الإدارية.
(هـ) ووجد أن العاطفة تخدم الإنسانية، فجعل المرأة هي الراعية لها.
(و) وبدا له أن ينبغي أن تكون السلطة المدبر لشؤون المجتمع الإنساني تدبيراً محكماً، سلطةً روحية، تجمع بين السلطات السياسية، والأمور الطبيعية، ولا توجد سلطة روحية قوية غير سلطة العلماء، الذين يتولون مهمات الحكم بالروح والسياسة استناداً إلى الواجب.