أ- وجوب الصلاح والأصلح على الله عز وجل [1] . عصمنا الله وإياكم من إساءة الأدب مع الله.
ب- الحسن والقبح العقليان، فالحسن ما حسنه العقل والقبيح ما قبحه العقل، والشرع فى تحسينه وتقبيحه للأشياء مخبر عنها لا مثبت لها، والعقل مدرك لها لا منشئ [2] .
ج- إن الله عز وجل لم يخلق أفعال العباد، وإنما الإنسان هو الخالق لأفعاله كلها خيرها وشرها [3] . وقد أفضى بهم هذا إلى إنكار القدر.
قال القاضى عبد الجبار "والذين يثبتون القدر هم المجبرة [4] ، فأما نحن فإنا ننفيه وننزه الله تعالى. عن أن تكون الأفعال بقضائه وقدره [5] .
وحجة المعتزلة فى نفى القدر أو نفى خلق الله لأفعال العباد طاعات كانت أم معاصى؛ أن الله لا يفعل القبيح، وأفعال العباد وإن كانت طاعة، فقد يصح وجودها على وجه فتقبح، وعلى وجه آخر فتحسن" [6] .
وبناءً على أصلهم هذا "العدل" تأولوا الآيات القرآنية التى تثبت قدر الله عز وجل وخلقه لأفعال عباده خيرها وشرها.
وطعنوا فى الأحاديث التى تثبت القدر وعدوها ضرباً من الخطأ، وأن من رواها قد ارتكب عظيماً. [1] شرح الأصول ص 133، 134، 307 وما بعدها، وانظر: الفصل فى الملل والنحل 3/164. [2] شرح الأصول 132، 301-323، وانظر: الكشاف للزمخشرى 2/441. [3] شرح الأصول ص 323، 334، 345، 776. [4] المجبرة أو الجبرية: مشتقة من الجبر، وهو نفى الفعل حقيقة عن العبد، وإضافته إلى الرب تعالى: وهم أصناف: فالجبرية الخالصة هى التى لا تثبت للعبد فعلاً ولا قدرة على الفعل أصلا. والمتوسطة: هى التى تثبت للعبد قدرة غير مؤثرة. انظر: الملل والنحل 1/85، والتعريفات ص101. [5] شرح الأصول ص 776. [6] المجموع المحيط بالتكليف للقاضى عبد الجبار ص 366، 367، نقلاً عن موقف المدرسة العقلية من السنة 1/2880.