.. وفى ذلك يقول الإمام عبد الرءوف المناوى [1] : "فلا أعزوا إلى شئ منها "أى المصادر" ولا أكتفى بعزوه إلى من ليس من أهله وإن جل كعظماء المفسرين … فكتب التفسير مشحونة بالأحاديث الموضوعة، وكأكابر الفقهاء "أى غير الأئمة الأربعة" فإن الصدر الأول من أتباع المجتهدين لم يعتنوا بضبط التخريج وتمييز الصحيح من غيره، فوقعوا فى الجزم بنسبة أحاديث كثيرة إلى النبى صلى الله عليه وسلم وفرعوا عليها كثيراً من الأحكام مع ضعفها، بل ربما دخل عليهم الموضوع "نسياناً أو غلطاً دون عمد" [2] .
ومثل هذه الأخطاء الحديثية لهؤلاء العلماء الأجلاء وهم غير متخصصين فى الحديث وعلومه - لا تقدح فى منزلتهم العلمية، ولا فى مؤلفاتهم ولا فى سلامة الأغراض التى من أجلها ألفوا كتبهم" [3] . [1] هو: الإمام الحافظ عبد الرءوف بن تاج الدين المناوى، بضم الميم الشافعى القاهرى، من مؤلفاته: فيض القدير بشرح الجامع الصغير، والجامع الأزهر، وغير ذلك، مات سنة 1031هـ.= =له ترجمة فى: هداية العارفين أسماء المؤلفين وآثار المصنفين لإسماعيل باشا 1/510،511، وكشف الظنون عن أسامى الكتب والفنون للحاجى خليفة 1/561، والرسالة المستطرفة للكتانى ص 184. [2] فيض القدير 1/20، 21 بتصرف، وانظر: قواعد التحديث للقاسمى ص 182، 183 ومن الأمثلة علىذلك حديث:"من قضى صلاته من الفرائض فى آخر جمعة من رضان، كان ذلك جابراً لكل صلاة فاتنة فى عمره إلى سبعين سنة" قال العلامة ملا على القارى باطل قطعاً ولا عبرة بنقل صاحب النهاية وغيره من بقية شراح الهداية، فإنهم ليسوا من المحدثين، ولا أسندوا الحديث إلى أحد من المخرجين" انظر: الموضوعات الكبرى ص 242 رقم 953، وانظر: الأجوبة الفاضلة ص 29 - 35. [3] كشف اللثام 1/33