فإن ذلك يدلنا على عظم مكانة المحدثين بين علماء أهل السنة جميعاً فهم بحق يصدق فيهم قول سفيان الثورى- رحمه الله -: "الملائكة حراس السماء، وأصحاب الحديث حراس الأرض" [1] .
ويقول يزيد بن زُريع [2] : "لكل دين فرسان، وفرسان هذا الدين أصحاب الأسانيد" [3] .
ويقول أبو حاتم الرازى - رحمه الله -: "لم يكن فى أمة من الأمم منذ خلق الله آدم، أمناء يحفظون آثار الرسل إلا فى هذه الأمة. فقال له رجل: يا أبا حاتم ربما رووا حديثاً لا أصل له، ولا يصح؟ فقال: علماؤهم يعرفون الصحيح من السقيم، فروايتهم ذلك للمعرفة، ليتبين لمن بعدهم أنهم ميزوا الآثار وحفظوها" [4] .
... وإذا تقرر أنه لا قيام للإسلام بدون سنة صدق فيهم ما قاله الإمام أبو داود الطيالسى [5] : "لولا هذه العصابة لا ندرس الإسلام"يعنى أصحاب الحديث الذين يكتبون الآثار" [6] . [1] أخرجه الخطيب فى شرف أصحاب الحديث ص 91 رقم 80. [2] يزيد بن زُريع هو: يزيد بن زريع، بتقديم الزاى، مصغراً، البصرى، أبو معاوية، متفق على توثيقه. مات سنة 182هـ. له ترجمة فى: تقريب التهذيب 2/324 رقم 7741، والكاشف 2/382 رقم 6301، والثقات للعجلى 478 رقم 1841، والجمع بين رجال الصحيحين 2/573، 574 رقم 2237، ورجال صحيح البخارى للكلاباذى 2/807 رقم 1355. [3] أخرجه الخطيب فى شرف أصحاب الحديث ص 91 رقم 81. [4] المصدر السابق ص 89 رقم 77. [5] أبو داود الطيالسى هو: سليمان بن داود بن الجارود البصرى، أحد الأئمة الأعلام، وحفاظ الإسلام مات سنة 203هـ. له ترجمة فى تذكرة الحفاظ 1/351 رقم 340، وتقريب التهذيب 1/384 رقم 2558، وطبقات الحفاظ السيوطى ص153رقم327،والثقات للعجلى201،202 رقم 609، وشذرات الذهب 2/12، والتقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد لابن نقطة ص277 رقم 343، وتهذيب الكمال للمزى 11/401 رقم 2507. [6] أخرجه الخطيب فى شرف أصحاب الحديث ص 101 رقم 101.