ومما هو جدير بالذكر أن أبا حنيفة النعمان –رحمه الله- قال بخبر فاطمة [1] .
وكذلك الحال فى خبر تعذيب الميت ببعض بكاء أهله عليه، الحق مع الخبر، ولا مخالفة فيه لكتاب الله عز وجل، كما هو واضح من ترجمة الإمام البخارى لباب الحديث (يعذب الميت ببعض بكاء أهله عليه إن كان النوح من سنته) [2] .
... أما ما قاله على بن أبى طالب رضي الله عنه رداً على خبر معقل بن سنان رضي الله عنه؛ فقد سبق من قول الشوكانى وغيره أن هذا لم يصح عنه، ولو سلمت صحته فلم ينفرد به معقل، والجمهور مع الخبر فهو أيضاً صحيح موافق لكتاب الله عز وجل [3] .
... ومع أن الجمهور مع الأخبار التى توقف فيها بعض الصحابة لتعارضها الظاهرى مع القرآن الكريم فقد حملوا هذا التوقف من الصحابة على التثبت والإحتياط، ولم يكن ذلك منهم مسلكاً مطرداً بدليل ما سبق ذكره من حالهم فى احتجاجهم بخبر الواحد والعمل به.
ومما هو جدير بالذكر أن من اشترطوا هذا الشرط من الأحناف، خالفوه، وقبلوا أخباراً بأسانيد ضعيفة مع مخالفتها للقرآن الكريم، وقد أكثر من تفصيل ذلك ابن قيم الجوزية [4] . [1] المنهاج شرح مسلم للنووى 5/359، وانظر: نيل الأوطار 6/303، وسبل السلام 3/1126 [2] انظر: صحيح البخارى (بشرح فتح البارى) 3/181، وانظر: نيل الأوطار 4/102، 106، والإجابة لايراد ما استدركته عائشة على الصحابة للإمام الزركشى ص102، 103. [3] انظر: نيل الأوطار6/173،وسبل السلام3/1045،وأحكام القرآن لابن العربى 1/219،والجامع لأحكام القرآن للقرطبى3/197،ومنهج نقد المتن عند علماء الحديث النبوى للدكتور الأدلبى ص135 [4] أعلام الموقعين 2/288 وما بعدها.