وأين ما زعمه أعداء الإسلام من استغلالهم لعلماء المسلمين فى وضع ما يوافق رغباتهم؟ نعم كان هناك من يتقرب إلى الملوك والأمراء بوضع ما يوافق فعلهم، ولكن هؤلاء الأدعياء لم يكونوا يمتون إلى العلم بصلة، وهم غير العلماء الذين نهضوا لجمع الحديث وتدوينه ونقده، وفى نفس الوقت لم يغفل الأمراء عن كذبهم كما حدث من غياث بن إبراهيم النخعى [1] مع الخليفة المهدى العباسى [2] لما رآه يلعب بالحمام فحدثه بحديث أبى هريرة رضي الله عنه: "لا سبق إلا فى خف أو نصل أو حافر" وزاد فيه: "أو جناح" فأمر المهدى بعشرة آلاف درهم، فلما قام قال المهدى: أشهد أن قفاك قفا كذاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما استجلبت ذلك أنا فأمر بذبح الحمام فذبحت. [1] غياث هو: ابن إبراهيم النخعى، الكوفى، اتفقوا على تركة، فهو كذاب خبيث، كما وصفه يحيى ابن معين. انظر: الضعفاء للنسائى 195 رقم 509، والمجروحين لابن حبان 2/200، وميزان الاعتدال 3/337 رقم 6673، ولسان الميزان 5/421 رقم 6556، والجرح والتعديل 7/57 رقم 327، والكامل فى الضعفاء 6/8 رقم 1554، والضعفاء والمتروكين لابن الجوزى 2/247 رقم 2689.وانظر: الباعث الحثيث للشيخ أحمد شاكر ص 71، فقد ذكر أنه فعل نحواً من ذلك مع الخليفة الرشيد. [2] انظر: مجلة كلية الدعوة بليبيا العدد 8 ص 568 تعليق الأستاذ الصديق بشير على الفصل الثالث من دراسات محمدية لجولدتسهير، والذى اتهم فيه الخليفة المهدى بأن ابن عدى عده فى قائمة الوضاعين" وتحريف جولدتسهير لهذا النص، الذى فهم منه ذلك.