أما التصنيف؛ فهو أدق من التدوين، فهو ترتيب ما دون فى فصول محدودة، وأبواب مميزة [1] .
وعلى ذلك فقول الأئمة إن السنة دونت فى نهاية القرن الأول لا يفيد أنها لم تكتب طيلة هذا القرن، بل يفيد: أنها كانت مكتوبة لكنها لم تصل لدرجة التدوين وهو: جمع الصحف فى دفتر.
وما فهمه المعاصرون، من أن التدوين هو الكتابة، فهو خطأ منشأه عدم التمييز بين الكتابة والتدوين [2] .
وبالتالى فالمقولة "أول من دون العلم ابن شهاب الزهرى" [3] تم ترجمتها خطأ بمعنى: أول من كتب العلم (الحديث) كان ابن شهاب الزهرى، وانطلاقاً من هذا التفسير الخاطئ انبثقت نظرية أن كتابة الحديث بدأت متأخرة للغاية حتى عصر الزهرى فى نهاية القرن الأول، أو بداية القرن، الثانى الهجرى، … ولهذا فالمقولة السابقة يجب تفسيرها على أساس أن أول من دون أو صنف المجموعات المكتوبة من الأحاديث كان ابن شهاب الزهرى" [4] . [1] انظر: تصدير الدكتور يوسف العش فى تقييد العلم ص 8، وانظر: دلائل التوثيق المبكر للسنة للدكتور امتياز أحمد ص 283، 284. [2] السنة النبوية. مكانتها. للأستاذ الدكتور عبد المهدى عبد القادر ص97. [3] ابن شهاب الزهرى: هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزهرى، القرشى، أبو بكر، الفقيه الحافظ، متفق على جلالته واتقانه. مات سنة 125هـ وقيل قبل ذلك. له ترجمة فى: تقريب التهذيب2/133رقم 6315، وطبقات الحفاظ للسيوطى ص 49،50 رقم95، والكاشف 2/219 رقم 5152، وتذكرة الحفاظ 1/108 رقم 97، والثقات للعجلى ص412 رقم 1500، والثقات لابن حبان 5/351، والجرح والتعديل 8/71 رقم 318، ومشاهير علماء الأمصار ص 87 رقم 444، والثقات لابن شاهين ص276 رقم 1137. [4] انظر: دلائل التوثيق المبكر للسنة للدكتور امتياز أحمد ص 281، وانظر: شفاء الصدور فى تاريخ السنة ومناهج المحدثين للدكتور السيد محمد نوح ص108، 109