.. بهذه الرواية تعلق أعداء الإسلام من الرافضة، والمستشرقين، ودعاة اللادينية المتفرنجة، فقالوا: إن السنة لم تدون إلا فى مطلع القرن الثانى الهجرى، لأن أول من أمر بتدوينها هو الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، وهو قد تولى الخلافة سنة 99هـ وتوفى سنة 101هـ (1)
(1) أضواء على السنة محمود أبو رية ص 260. ويتناقض أعداء السنة عن جهل تارة، وعن علم تضليلاً للقارئ تارة أخرى، وهم يؤرخون للتدوين الرسمى للسنة المطهرة. فنرى مصطفى المهدوى يقول: "إن الثابت أن الأحاديث لم تدون إلا بعد زمن بعيد من وفاته صلى الله عليه وسلم وعلى رأس المائة الثالثة من الهجرة بأمر من الخليفة عمر بن عبد العزيز. وأين عمر من المائة الثالثة؟ انظر: البيان بالقرآن 1/25، ثم يتناقض ويكذب على أئمة المسلمين قائلاً: "يتفق جمهور الفقهاء على أن تدوين هذا التراث إنما بدأ فى أواسط القرن الثانى الهجرى" انظر: المصدر السابق 1/197. ويقول سعيد العشماوى: (غير أن الأحاديث لم تجمع إلا فى عصر التدوين فى العصر العباسى الأول، وفى النصف الثانى من العام الثانى الهجرى) انظر: حقيقة الحجاب وحجية الحديث ص81، 82، 84، وأيد العشماوى فى تأريخه السابق المستشار عبد الجواد ياسين فى كتابه السلطة فى الإسلام ص 237، 238، 277 وقال بذلك أيضاً أحمد صبحى منصور فى كتبه الحسبة ص 8، ولا ناسخ ولا منسوخ ص 10، وعذاب القبر ص 6، والصلاة فى القرآن 44، والقرآن والحديث والإسلام لرشاد خليفة ص 36، ويذهب محمود أبو رية إلى أن التدوين المعتمد لدى الجمهور لم يقع إلا حوالى منتصف القرن الثالث إلى القرن الرابع، انظر: أضواء على السنة ص 268، ويذهب قاسم أحمد إلى أنه تم جمع السنة بعد فترة تمتد من قرنين إلى أربعة قرون من=
=وفاة النبى صلى الله عليه وسلم. انظر: إعادة تقييم الحديث ص 94، وانظر: نقد الخطاب الدينى نصر أبو زيد ص126، وشفاء الصدر بنفى عذاب القبر إسماعيل منصور 1/117، والأصلان العظيمان جمال البنا ص275، وضحى الإسلام لأحمد أمين 2/106/107. ويذهب إسماعيل منصور إلى التأريخ للتدوين، تارة بأنه فى سنة 250هـ، وتارة فى سنة 200هـ. انظر: تبصير الأمة بحقيقة السنة ص7،13، 111، 288، ويذهب محمد شحرور إلى التأريخ بسنة 250هـ. انظر: الكتاب والقرآن قراءة معاصرة ص 565، ويذهب أحمد صبحى منصور إلى التأريخ بالقرن الثالث الهجرى انظر: عذاب القبر ص6، ومجلة روزاليوسف العدد 3559 ص 48، ويذهب محمد حسين هيكل إلى التأريخ بعصر المأمون المتوفى سنة 218هـ. انظر: حياة محمد ص55، والدكتور على حسن عبد القادر يؤرخ بسنة 200هـ. انظر: نظرة عامة فى تاريخ الفقه ص119.