استعراض شبهة أن النهى عن الإكثار من التحديث دليل على أن الصحابة - رضي الله عنهم - كانوا يجتهدون فى مقابل السنة الشريفة، ولا يأخذون بها والرد عليها
ذهب بعض غلاة الشيعة إلى تقسيم الصحابة إلى مدرستين [1] ، أو إلى طائفتين [2] ، باعتبار تعاملهم مع النصوص الصادرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم:
المدرسة أو الطائفة الأولى: "طائفة التعبد المحض" وهى التى انتهجت منهاج الطاعة والامتثال المطلق للأحكام الصادرة عن الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم ويعنون بهم أنفسهم.
المدرسة أو الطائفة الثانية: "طائفة الاجتهاد والرأى" وهى التى انتهجت منهاج الاجتهاد فى مقابل النص وخرجوا عليه وتأولوه -ويعنون بهم أهل السنة من السلف وعلى رأسهم الخلفاء الراشدون- - رضي الله عنهم - [3] .
... ويستدلون على هذا التقسيم الباطل، بمواقف اجتهادية وقعت من الصحابة زمن النبوة وبعدها. [1] على حد تعبير السيد مرتضى العسكرى فى كتابه "معالم المدرستين". [2] على حد تعبير على الشهرستانى فى كتابه "منع تدوين الحديث أسباب ونتائج". [3] معالم المدرستين المجلد 2/67، ومنع تدوين الحديث ص 85، وركبت السفينة لمروان خليفات ص233، 295، وتأملات فى الحديث زكريا عباس ص 48-62، والشيعة هم أهل السنة للدكتور محمد التيجانى ص 27، 28، 31.