وعنه من طريق آخر عن أبى بردة قال: كان أبو موسى يحدثنا بأحاديث فنقوم أنا ومولى لي فنكتبها، فحدثنا يومًا بأحاديث فقمنا لنكتبها فظن أنا نكتبها فقال: "أتكتبان ما سمعتما منى؟ " قالا: نعم. قال: فجيئاني به" فدعا بماء فغسله، وقال "احفظوا عنا كما حفظنا" [1] .
وعنه من طريق آخر عن أبى بردة أبى موسى قال كتبت عن أبى كتابًا فقال: "لولا أن فيه كتاب الله لأحرقته، ثم دعا بمركن أو بإجانة [2] فغسلها، ثم قال: دع عنى ما سمعت منى، ولا تكتب عنى؛ فإنى لم أكتب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. كتابًا كدت تهلك أباك" [3] .
9_ عمرو بن دينار [4] _ رحمه الله _: روى عن سفيان الثوري [5] قال: قيل لعمرو: إن سفيان يكتب، فاضطجع وبكى وقال "احرج على من يكتب عنى" قال سفيان: "وما كتبت عنه شيئًا، كنا نحفظ" [6] .
10_ الضحاك [7] _ رحمه الله _: روى عنه أنه قال: "لاتتخذوا للحديث كراريس ككرايس المصاحف" [8] وعنه من طريق آخر قال: "يأتى على الناس زمان تكثر فيه الأحاديث حتى يبقى المصحف بغبارة لا ينظر فيه" [9] . [1] أخرجه بن عبد البر في جامع البيان العلم 1/ 66، والخطيب في تقييد العلم ص 39، 40. [2] إجابة: إناء فيه ماء متغير الطعم واللون. انظر: النهاية في غريب الحديث 1/ 26. [3] أخرجه ابن أبى شيبة في المصنف 9/ 53، والطبراني في الكبير، ولم أجده في الجزء المطبوع من المعجم، وقال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد 1/ 151، وعزاه إلى الطبراني في الكبير والبزار بنحوه إلا أن البزار قال: (احفظ كما حفظ رسول الله صلى الله عليه وسلم.، ورجاله رجال الصحيح أ. هـ. [4] هو: عمرو بن دينار المكي، أبو محمد، روى عن بن عباس، وبن عمر، وجابر، وعنه شعبة والسفيانان، ومالك، ثقة ثبت، وما قيل عنه من التشيع فباطل، مات سنة 126هـ. له ترجمة في: تقريب التهذيب 1/ 734 رقم 5040، والكاشف 2/ 75 رقم 4152، والثقات للعجلى 363 رقم 1257، والثقات لابن حبان 5/ 167، والتاريخ الكبير للبخاري 6/ 328 رقم 2544. [5] سفيان الثوري: هو سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، أبو عبد الله الكوفي، أمير المؤمنين في الحديث، روى عن عمرو بن دينار، وابن المنكدر، وسلمة بن كهيل، وعنه القطان، وعلى بن الجعد، والفريابي، متفق على توثيقه، مات 161هـ له ترجمة في: تقريب التهذيب 1/ 371 رقم 3452، الكاشف 1/ 449 رقم 1996، والثقات للعجلى 190 رقم 571، وتذكرة الحفاظ والأنساب المتفقه في الخط لابن القيسراني ص 43 رقم 41. [6] أخرجه الخطيب في تقييد العلم ص 47. [7] الضحاك هو: الضحاك بن مزاحم الهلالي، الخرساني، أبو القاسم، أبو محمد، صدوق كثير الإرسال مات سنة 105هـ. له ترجمة في تقريب التهذيب 1/ 444 رقم 2989، والكاشف 1/ 509 رقم 2437، والثقات لابن حبان 6/ 185، ومشاهير علماء الأمصار ص 227 رقم 1562. [8] اخرجه الخطيب في تقييد العلم، ص 47. [9] أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم 1/ 65.