فأشاروا عليه بأن يكتبها، فطفق عمر يستخير الله عز وجل فيها شهرًا، ثم أصبح يومًا وقد عزم الله له، فقال: " إني كنت أردت أن أكتب السنن وإنى ذكرت قومًا كانوا قبلكم كتبوا كتبًا فأكتبوا عليها، وتركوا كتاب الله تعالى، وإنى والله لا ألبس كتاب الله بشئ أبدًا" [1] .
3_ علي بن أبي طالب رضي الله عنه روى عنه قال: "أعزم على كل من عنده كتاب إلا رجع فمحاه، فإنما هلك الناس حيث تتبعوا أحاديث علمائهم، وتركوا كتاب ربهم" [2] .
4_ أبو سعيد الخدري رضي الله عنه فعن أبى نضرة قال [3] : قيل لأبى سعيد لو اكتتبنا الحديث فقال: لا نكتبكم، خذو عنا كما أخذنا عن نبينا [4] صلى الله عليه وسلم. .
وعنه من طريق آخر: "قال: أتريدون أن تجعلوها مصاحف، إن نبيكم صلى الله عليه وسلم. كان يحدثنا فنحفظ، فاحفظوا كما كنا نحفظ" [5] .
وعنه من طرق آخر: " قال: قلت لأبي سعيد الخدرى رضي الله عنه: إنك تحدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. حديثًا عجيبًا، وإنا نخاف أن نزيد فيه أو ننقص قال أردتم أن تجعلوه قرآنًا لا، لا، ولكن خذوا عنا، كما أخذنا عن رسول اللهصلى الله عليه وسلم. [6] .
5_ أبو هريرة رضي الله عنه روى عنه أنه قال: نحن لا نكتب ولا نكتب" [7] . بفتح نون الفعل الأول، وضم نون الفعل الثاني. [1] أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم 1/ 64، والخطيب في تقييد العلم ص 49. [2] أخرجه بن عبد البر في جامع بيان العلم 1/ 63، 64. [3] أبو نضرة: هو المنذر بن مالك بن قطعة، بضم القاف وفتح المهملة، العبدي أبو نضرة، مشهور بكنيته، روى عن أبي سعيد الخدري، وابن عباس، وعن على مرسلاً، وعنه قتادة، وعوف، وابن أبى عروبة وخلق. متفق على توثيقه مات سنة 108هـ. له ترجمة في: تقريب التهذيب 2/ 213 رقم 6915، والكاشف 2/ 295 رقم 5632، والثقات للعجلى 439 رقم 1633، والثقات لابن حبان 5/ 420، طبقات ابن سعد 7/ 207، ومشاهير علماء الأمصار ص 122 رقم 709. [4] أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم 1/ 64. [5] المصدر السابق 1/ 64، وأخرجه الخطيب في المحدث الفاصل ص 379، وتقييد العلم ص 36، 37. [6] أخرجه الدارمي في سننه المقدمة، باب من لم ير كتابة الحديث 1/ 133 رقم 471، وابن المبارك في مسنده ص 142 رقم 231، وقال المحقق الأستاذ صبحي البدري السامرائي إسناده صحيح، وأخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم 1/ 64، والخطيب في تقييد العلم ص 38، والمحدث الفاصل ص 363. [7] أخرجه الدامي في سننه المقدمة، باب من لم يرك كتابة الحديث 1/ 133، رقم 472 وابن عبد البر في جامع بيان العلم 1/ 66، والخطيب في تقييد العلم ص 42.