قال الحافظ ابن كثير: هذا غريب من هذا الوجه جدًا، وعلى بن صالح لا يعرف، والأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. أكثر من هذا المقدار بآلاف ولعله إنما اتفق له جمع تلك الأحاديث فقط ثم رأى ما رأى لما ذكر. وقال الحافظ السيوطي [1] أو لعله جمع ما فاته سماعه من النبي صلى الله عليه وسلم. وحدثه عنه به بعض الصحابة كحديث الجدة [2] ونحوه، والظاهر أن ذلك لا يزيد على هذا المقدار، لأنه كان أحفظ الصحابة وعنده من الأحاديث ما لم يكن عند أحد منهم كحديث: (ما قبض نبي إلا دفن حيث يقبض) [3] ، ثم خشى أن يكون الذي حدثه وهم فكره نقل ذلك، وذلك صريح في كلامه [4] أ. هـ.
2_ عمر بن الخطاب رضي الله عنه: عن عروة بن الزبير [5] : أن عمر بن الخطاب أراد أن يكتب السنن فاستفتى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك، [1] السيوطي: هو عبد الرحمن بن أبى بكر محمد السيوطي، جلال الدين، كان إمامًا حافظًا بارعًا ذا قدم راسحة في علوم شتى، فكان مفسرًا، محدثًا فقهيًا أصوليًا، لغويًا، مؤرخًا، له تأليف بلغت نحو ستمائة مصنف منها: الأشباه والنظائر في القواعد الفقهية، والأشباه والنظائر في العربية، والدر المنثور في التفسير بالمأثور، والإتقان في علوم القرآن، والجامع الكبير والصغير، والأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة مات سنة 911هـ. له ترجمة في: حسن المحاضرة للسيوطي 1/ 335 رقم 77 وشذرات الذهب 8/ 51، وطبقات المفسرين للسيوطي ص 3، والبدر الطالع للشوكاني 1/ 328 رقم 228. [2] سيأتى تخريجه 2/ 25،26. [3] أخرجه الترمذي في سننه كتاب الجنائز، باب رقم 33، 3/ 338 رقم 1018 وقال: أبو عيسى هذا حديث غريب. وعبد الرحمن بن أبى بكر المليكي يضعف من قبل حفظه. وقد روى هذا الحديث من غير هذا الوجه. فرواه ابن عباس عن أبى بكر الصديق عن النبي صلى الله عليه وسلم. أيضا. وهذا الشاهد الذي ذكره الترمذي أخرجه ابن ماجة في سنته كتاب الجنائز، باب ذكر وفاته صلى الله عليه وسلم. 1/ 520 رقم 1628 واللفظ له. وفي إسناده الحسين بن عبد الله الهاشمي فيه خلاف انظر: مصباح الزجاجة للبوصيري 1/ 542. [4] انظر منتخب كنز العمال 4/ 58، 59؛ ودلائل التوثيق المبكر للسنة للدكتور امتياز أحمد ص 503، وانظر: كذب محمود أبو رية على محمد رشيد رضا بأنه صحح هذه الرواية، في حين أن رشيد رضا نقل حكم الأئمة السابق انظر مجلة المنار 10/ 764، وأضواء على السنة ص 49 هامش. [5] عروة بن الزبير: هو عروة بن الزبير بن خويلد الأسدي، أبو عبد الله المدنى، روى عن أبويه، وخالته، وعلى، وخلق، وعنه بنوه عثمان، وعبد الله، والزهري، كان فقيها عالما كثير الحديث ثبتا مأمونا، مات سنة 94هـ. له ترجمة في: تقريب التهذيب 1/ 671 رقم 4577، والكاشف 2/ 18 رقم 3775، والطبقات الكبرى لابن سعد 5/ 179، والثقات للعجلي ص 331 رقم 1121، والثقات لابن حبان 5/ 694، وتذكرة الحفاظ 1/ 62 رقم 51، والبداية والنهاية 9/ 101، ومشاهير علماء الأمصار ص 82 رقم 428.