responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قذائف الحق المؤلف : الغزالي، أبو حامد    الجزء : 1  صفحة : 226
قد يكون لك حبيب مسافر مثلاً فأنت إذا اشتقت إليه تتخيل صورته وتحاول الأنس بالوهم عن الحقيقة.
ولكن الشعور بالله ليس تقريباً لبعيد ولا تجسيداً لوهم، إنه إيمان بالواقع الذى يعد تجاهله باطلاً كشعورك
مثلاً ـ وأنت فى البيت ـ بأنك فى البيت، أو شعورك ـ وأنت فى القطار ـ بأنك فى القطار.
إنه الواقع الذى لا معدى عن الاعتراف به، وبناء كل تصرف على أساسه. إن الألوهية لا تفارق العباد لحظة من ليل أو نهار، ومن ثم فإن الغفلة عن الله غفلة عن الحق المبين.
ـ وإذا كان الأعمى يعجز عن رؤية الأشياء فإن الأشياء لم تزل من مكانها لأن عيناً كليلة لم تتبينها.
ـ وإذا كان الناس فى ذهول عن الحق المصاحب لهم المحيط بهم فذلك عمى تعود عليهم وحدهم معرته.
وقد كثر القرآن الكريم من أشعار الناس بهذه المعانى، وصاح بهم وهم يفرون عنها، إلى أين؟ فأين تذهبون؟ أين المذهب " والله من ورائهم محيط " [الطارق] .
قال تعالى: " هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شىء عليم. هو الذى خلق السموات والأرض فى ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج فى الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أينما كنتم والله بما تعملون بصير " [الحديد] .
هو بصير بما نعمل وهو معنا حيثما كنا! ألا تعين هذه الحقائق على صدق المعرفة وحِدَّة الشعور بوجوده وإشرافه؟
ثم ألا يدل ذلك على أن ذكرك لله ليس استحضاراً لغائب؟ إنما هو حضورك أنت من غيبة وإفاقتك أنت من غفلة!!
ولا بد هنا من توكيد التفرقة بين وجود الله ووجود العالم، فإن بعض الناس

اسم الکتاب : قذائف الحق المؤلف : الغزالي، أبو حامد    الجزء : 1  صفحة : 226
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست