responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قذائف الحق المؤلف : الغزالي، أبو حامد    الجزء : 1  صفحة : 220
أيمكن فى منطق العقل والإنصاف أن يوصف هذا الدين بأنه مخدر للشعوب؟ ألا شاهت الوجوه!!
ومن حقنا أن نتساءل: هل ضمان الخبر يحفظ الكرامة الفردية ويوفر الأمان للجماعات؟
لا شك أن للعنصر المادى أثراً فى طمأنينة المرء وشد أزره، ولكنه ليس كل شىء فى خلق العزة الشخصية والجماعية! فرب سجين ملىء البطن خفيض الرأس، ورب طاو حديد البصر جهير الصوت.
قال لى صديق: وضعت الحب للعصافير فى شرفة بيتى، وجلست بعيداً أرقبها وهى تلتقطه بمناقيرها كعادتها.. بيد أنى ارتقبتها طويلاً فلم تهبط، ثم أدركت بغتة أن باب الشرفة مفتوح وأن الحذر عاقها عن الأكل فقمت أغلق الباب وأنا أقول: إن الطعام لا يغنى عن الأمان.
وهذا صحيح، فإن الله لما امتن على قريش بنعمته وبركته قال: " فليعبدوا رب هذا البيت الذى أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ".
إن الشبع لا يغنى عن الحرية أبداً، وإن توقير " الديمقراطية الاقتصادية " يستحيل أن يغنى عن " الديمقراطية السياسية ".
إن الإنسانية ليست جسداً يعلف ويسمن، ولكنها فطرة تتشوف للانطلاق والتحرر، ولا بد أن يتقرر لها حقها فى النقد والمراجعة وحساب كل ذى منصب مهما جل وإقصاء من تكره وإدناء من تحب..
واليقظة التى ينشدها الإسلام للشعوب تتضمن الأمرين جميعاً.
" ونريد أن نمن على الذين استضعفوا ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم فى الأرض " [القصص: 5]
فكيف يتهم الدين بأنه مخدر للشعوب؟

اسم الکتاب : قذائف الحق المؤلف : الغزالي، أبو حامد    الجزء : 1  صفحة : 220
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست