أ- الأدلة من القرآن الكريم على أن السنة وحى من الله تعالى:
قال تعالى: {وما ينطق عن الهوى. إن هو إلا وحى يوحى} [1] فأعلمنا ربنا سبحانه وتعالى، أن رسوله صلى الله عليه وسلم، لا ينطق عن هوى وغرض، وإنما ينطق حسبما جاءه الوحى من الله تعالى.
فكلمة "ينطق" فى لسان العرب تشتمل كل ما يخرج من الشفتين من قول أو لفظ [2] أى ما يخرج نطقه صلى الله عليه وسلم عن رأيه، إنما هو بوحى من الله عز وجل [3] .
ولقد جاءت الآيتان بأسلوب القصر عن طريق النفى والاستثناء، والفعل إذا وقع فى سياق النفى دل على العموم،وهذا واضح فى إثبات أن كلامه صلى الله عليه وسلم، محصور فى كونه وحياً لا يتكلم إلا به، وليس بغيره.
وقال سبحانه: {ثم إن علينا بيانه} [4] إنه وعد قاطع بأن بيان القرآن، سوف يتولاه الله تعالى، كما تولى {إن علينا جمعه وقرآنه} [5] على حد سواء، ولا معنى لهذا سوى أن يوحى إلى رسوله صلى الله عليه وسلم، هذا البيان، بصورة ما من صور الوحى.
وقال عز وجل: {وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك مالم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما} [6] .
وقال تعالى: {واذكروا نعمة الله عليكم وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به} [7] إن هاتين الآيتين تفيدان – أن الله تبارك وتعالى – أنزل على رسوله شيئين: الكتاب: وهو القرآن، والحكمة: وهى سنته صلى الله عليه وسلم. [1] الآيتان 3، 4 النجم. [2] ينظر: القاموس المحيط 3/277، ومختار الصحاح ص666، ولسان العرب 10/354. [3] جامع أحكام القرآن 17/ 84، 85. [4] الآية 19 القيامة. [5] الآية 17 القيامة. [6] الآية 113 النساء. [7] الآية 231 البقرة.