.. إن مقتضى إيمانهم برسالته صلى الله عليه وسلم، أن يسألوه ويحكموه عن كل ما بدا لهم؛ إنهم يعلمون أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، يأتيه الوحى فى أى وقت بالقرآن وتأويله، وبكل ما يتصل ببيان الدين، ومن هنا سألوا واستفسروا وأجابهم صلى الله عليه وسلم، بما به بين، ووضح، وأفاد وأجاد [1] حتى قال صلى الله عليه وسلم: "قد تركتكم على البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيع عنها بعدى إلا هالك" [2] .
...
إن تأويل وتفسير، رسول الله صلى الله عليه وسلم، للقرآن الكريم، هو فريضة قرآنية، وتكليف إلهى للنبى صلى الله عليه وسلم - زائد على مجرد بلاغه - وليس فضولاً ولا تزايداً، ولا إضافة يمكن الإستغناء عنها.
لقوله تعالى: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون} [3] .
فكيف ينكرون هذا التبيان النبوى للبلاغ القرآنى، بينما يمارسون هم شرح وتفسير آيات القرآن؟ أهذا معقول؟ فضلاً عن أن يكون مقبولاً؟ !! .
... إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بنص الآيات الكريمات السابق ذكرها، مبلغ، ومبين، وحاكم، ومزكى، ومعلم، وهادى إلى صراط مستقيم، وليس مجرد ساعى بريد؟! . [1] المدخل إلى السنة النبوية لفضيلة الدكتور عبد المهدى عبد القادر ص129. [2] جزء من حديث طويل أخرجه ابن ماجه فى سننه المقدمة، باب اتباع سنة الخلفاء الراشدين المهديين 1/29 رقم 43، وأحمد فى مسنده 4/126، والحاكم فى المستدرك 1/174 رقم 329 وقال: صحيح ليس له علة ووافقه الذهبى، وأخرجه ابن أبى عاصم فى كتابه السنة 1/26 رقم 48، والألكائى فى شرح أصول الاعتقاد 2/74،وابن عبد البر فى جامع بيان العلم 2/221 من حديث العرباض بن سارية رضى الله عنه، وأورده الحافظ السيوطى فى الجامع الصغير 2/90 وصححه بعد أن عزاه لأحمد، وابن ماجه، والحاكم. [3] الآية 44 النحل.