.. ويقول جابر بن عبد الله رضي الله عنه يصف حج النبى صلى الله عليه وسلم،: "فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فى المسجد ثم ركب القصواء [1] حتى إذا استوت به ناقته على البيداء نظرت إلى مد بصرى بين يديه من راكب وماش، وعن يمينه مثل ذلك، وعن يساره مثل ذلك، ومن خلفه مثل ذلك، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا، وعليه ينزل القرآن، وهو يعرف تأويله، وما عمل به من شئ عملنا به.." الحديث [2] .
... فتأمل قول الصحابى: "ورسول الله بين أظهرنا، وعليه ينزل القرآن وهو يعرف تأويله" إنه صلى الله عليه وسلم، هو الذى علمه الله القرآن، وكل ما من شأنه أن ييسر العمل به، فعلمه تأويله، وأراه ما به يتم الدين. [1] القصواء: الناقة التى قطع طرف أذنها، ولم تكن ناقته صلى الله عليه وسلم كذلك، وإنما كان هذا لقباً لها. ينظر: النهاية فى غريب الحديث 4/66. [2] جزء من حديث طويل، أخرجه مسلم (بشرح النووى) كتاب الحج، باب حجة النبى صلى الله عليه وسلم، 4/431 رقم 1218.