مهمته فى رسالته البيان أم من ينكر ذلك؟! .
إن إنكار أعداء السنة المطهرة، لهذه المهمة، بحجة أن المولى عز وجل تكفل بهذا البيان والتفصيل فى قوله: {ثم إن علينا بيانه} [1] وقوله سبحانه: {وهو الذى أنزل إليكم الكتاب مفصلاً} [2] وقوله: {ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شئ} [3] .
لا حجة لهم فى ذلك لما يلي:
أن مجئ لفظ البيان فى جانب الله تعالى: {ثم إن علينا بيانه} ، ومجئ لفظ "التبيين" فى جانب رسول الله، {لتبين للناس ما نزل إليهم} لا يفسر بأنه تنويع فى اللفظ، أو تفنن فى العبارة، وإنما هو قصد مقصود، وراءه دلالات يبحث عنها وهى:
أن "بيان" الله للقرآن إنما هو لنبيه صلى الله عليه وسلم.
ومصدره هو الله تعالى.
ومستقبله رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وطريقه: الوحى فى صورة ما من صورة.
أما "التبيين" فهو من رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس.
ومصدره رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومستقبله المخاطبون بهذا القرآن.
وطريقه إنما هو "اللغة" وليس "الوحى".
...
والخلاصة: رسول الله يتلقى بيان القرآن عن ربه "وحياً" والناس يتلقون تبيينه عن رسول الله
"لغة وكلاماً".
إذن: هناك اختلاف بين "البيان" و"التبيين" من ثلاث جهات: من جهة المصدر، ومن جهة [1] الآية 19 القيامة. [2] جزء من الآية 114 الأنعام. [3] جزء من الآية 89 النحل. وينظر: ممن استشهد بذلك، توفيق صدقى فى مقاله "الإسلام هو القرآن وحده"، مجلة المنار المجلد 9/516، 907، وجمال البنا فى السنة ودورها فى الفقه الجديد ص33، ومحمود أبو ريه فى أضواء على السنة المحمدية ص404، والصلاة لمحمد نجيب ص23، وقاسم أحمد فى إعادة تقييم الحديث ص86، ومصطفى المهدوى فى البيان بالقرآن 1/10، 29، وأحمد صبحى فى الصلاة فى القرآن 32، 60، 61، وإسماعيل منصور فى تبصير الأمة ص10، 11، 15 وغيرهم.