ولم يشترك أبو هريرة فى الفتن التى حدثت بعد استشهاد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه بل اعتزلها. ولم يفارق الحجاز منذ استعمله عمر على البحرين ثم عزله. ولم يزل يسكن المدينة، وبها كانت وفاته.
... وفى هذا رد على الرافضة ومن قال بقولهم. من اشتراك أبى هريرة فى الفتنة بين على ومعاوية رضي الله عنهما:
" فكان يأكل مع معاوية فإذا حضرت الصلاة صلى خلف على رضي الله عنه، فإذا قيل له فى ذلك قال: مضيرة [1] معاوية أدسم،والصلاة خلف علىّ أفضل" [2] .
...
فهذه القصة التى بنى عليها الرافضى محمود أبو رية تسمية كتابه "شيخ المضيرة أبو هريرة" هذه القصة لا يصدقها عاقل، والأحداث التاريخية تكذبها.
يقول الدكتور محمد أبو شهبة: "كيف يصح هذا فى العقول، وعلىّ كان بالعراق، ومعاوية كان بالشام، وأبو هريرة كان بالحجاز، إذ الثابت أنه بعد أن تولى إمارة البحرين فى عهد عمر رضي الله عنه لم يفارق الحجاز [3] .
وقال الإمام ابن عبد البر: استعمله عمر على البحرين ثم عزله، ثم أراده على العمل، فأبى عليه، ولم يزل يسكن المدينة وبها كانت وفاته [4] .
وبهذا يتبين لنا كذب ادعاءاتهم، ويظهر لنا مدى حقدهم، اللهم إلا إذا كانت الشيعة ترى أن أبا هريرة أعطى بساط سيدنا سليمان عليه السلام أو كانت الأرض تطوى له طياً!!! [5] . [1] شيخ المضيرة لمحمود أبو رية ص 61 وينظر له أيضاً: أضواء على السنة ص 197-199، وشبهات حول الشيعة لعباس الموسوى ص 144. [2] المضيرة: مريقة تطبخ بلبن وأشياء، وهى عند العرب أن تطبخ اللحم باللبن البحت الصريح الذى قد حذى اللسان حتى ينضج اللحم. لسان العرب 5/178. [3] دفاع عن السنة ص 99. [4] الإستيعاب 4/1771. [5] دفاع عن السنة للدكتور محمد أبو شهبة ص 99، وينظر: الشيعة والصحابة للدكتور عمر الفرماوى ص 97، 98.