responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صراع مع الملاحدة حتى العظم المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 284
لا يقتضي دائماً أن يكون عملية مباشرة، دون أن توجد أسباب اختارها الخالق ليتم عن طريقها أسلوبه في الخلق.

فليكتشف الباحثون ما شاءوا أن يكتشفوه من قوانين وعلل طبيعية وأسباب، فإن هذه كلها لا تملك الفعل الذاتي، وهي بحد ذاتها تحتاج إلى تفسير، والخالق العظيم القادر العليم الحكيم هو القوة الحقيقية الكامنة وراء جميع الأحداث الطبيعية، وإن أراد الملاحدة الماديون الوقوف عند الأسباب، وإقفال عيونهم عما وراء الأسباب التي اكتشفوها، وإن أرادوا جحود الخالق العظيم.

وبهذا يظهر لنا ما في كلامه من مغالطة وتضليل وتفسير غير صحيح للنص القرآني، وهذا من وجهة نظر المنطق العقلاني المجرد.

ثم نقول من ناحية أخرى: لقد توصل العلم الحديث إلى أن القوانين العلمية لا تملك التفسير الكامل للأحداث الكونية، وإنما تكشف عن حلقة من الحلقات السببية لا غير، وهي بحد ذاتها بحاجة إلى تفسير.
يقول العلامة الفلكي الرياضي البريطاني السير (جيمس جينز) كلاماً يعلن فيه هذه الحقيقة، وهذه مقتطفات من أقواله:

"إن الكون كون فكري. الكون لا يقبل التفسير المادي في ضوء علم الطبيعة الجديدة، وسببه - في نظري - أن التفسير المادي قد أصبح الآن فكرة ذهنية.

من الصحيح أن نهر العلم قد تحول إلى مجرى جديد في الأعوام الأخيرة ...

لقد كنا نظن قبل ثلاثين سنة - ونحن ننظر إلى الكون - أننا أمام حقيقة من النوع الميكانيكي.
إن العلم الجديد يفرض علينا أن نعيد النظر في أفكارنا عن العالم، تلك التي كنا أقمناها على عجل. لقد اكتشفنا أن الكون يشهد بوجود قوة منظمة".

ألا فليعد (العظم) دراسته، وليراجع أفكاره وفق ما تطور إليه العلم الحديث، وحسبه تجديفاً في المستنقعات النتنة القذرة.

اسم الکتاب : صراع مع الملاحدة حتى العظم المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 284
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست