responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صراع مع الملاحدة حتى العظم المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 191
* التوهم الثالث:
توهم المنكرين أن من يموت من الناس يضل رفاته في الأرض، فتذهب صورته وصفاته، فكيف يرجع الله هذه الذوات والصفات، وكيف يجمع هذه الذات المتفتتة من عظامهم؟

وأثر هذا التوهم يظهر في توهمهم أن علم الله غير محيط بكل صغيرة وكبيرة من أعداد الذين يموتون من الناس، وغير محيط بصفاتهم وأوضاعهم وأعمالهم.

وقد ذكر الله مقالتهم التي تدل على هذا التوهم من توهماتهم، بقوله تعالى في سورة (السجدة/32 مصحف/75 نزول) :
{وَقَالُو?اْ أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُم بِلَقَآءِ رَبِّهِمْ كَافِرُونَ}

أي: بل علة نفوسهم أنهم لا يريدون أن يقبلوا مبدأ لقاء ربهم، حتى لا يحجزهم اعتقاد هذا المبدأ عن الانطلاق في الفجور، وما يوردونه على قضية الآخرة وما فيها من حساب وجزاء ليس إلا تعلاَّت.

وذكر الله مقالتهم هذه أيضاً في سورة (سبأ/34 مصحف/58 نزول) فقال تعالى:
{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبئُكُمْ إِذَا مُزقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ * أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَم بِهِ جِنَّةٌ بَلِ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ فِي الْعَذَابِ وَالضَّلاَلِ الْبَعِيدِ} .

أي: فهم في عذاب في حياتهم يأتيهم من داخل نفوسهم المجرمة المتمردة على الحق، وهم في الضلال البعيد في عقيدتهم وفي سلوكهم.
ولدفع هذا التوهم من توهماتهم تنزل الله إلى مستوى مداركهم فأثبت لهم إحاطة علمه بكل شيء، ومن ذلك علمه سبحانه الذين يموتون أعداداً وصفات كاملة، وأن من مقتضى كونه تعالى هو الرب الخالق، والموجود الأزلي الأبدي، أن

اسم الکتاب : صراع مع الملاحدة حتى العظم المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 191
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست