responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صراع مع الملاحدة حتى العظم المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 190
ولقد رد القرآن هذا التوهم ببساطة ووضوح، وذلك بإثبات أن خلق الله للأشياء كلها إنما يكون بتوجيه الإرادة والأمر، فإذا أراد أن يخلق شيئاً قال له: كن فيكون، ومن كان أمر خلقه كذلك فلا يمكن أن يصيبه الإعياء في القدرة أبداً.

وقد نفى الله أن تصاب قدرته بالإعياء بسبب خلقه للسماوات والأرض وما فيهن، فقال تعالى في سورة (الأحقاف/46 مصحف/66 نزول) :
{أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} .

وعدم الإعياء بالخلق هو مقتضى قدرة الرب الخالق، ولذلك قال الله تعالى مستنكراً لو أن تفكيرهم، متسائلاً تساؤل المتهكم بإنكارهم في سورة (ق/50 مصحف/34 نزول) :
{أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ}

أي: بل هم في شك من إمكان خلق جديد لمن سبق له أن خُلق ثم مات وفني جسمه.

وبين الله مدى قدرته العظيمة على ما خلق ما يريد من شيء بمجرد توجيه أمر التكوين له، فقال تعالى في سورة (يس/36 مصحف/41 نزول) :
{إِنَّمَآ أَمْرُهُ إِذَآ أَرَادَ شَيْئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ}

على أن نفي الإعياء ومناقشة المنكرين في هذا الأمر، وكذلك مناقشتهم حول بعض التوهمات الأخرى، إنما هو تنزل من الخالق العظيم إلى مستوى تفكير المنكرين وعقولهم الساذجة، لإقامة الحجة عليهم من جميع الوجوه، ومحاصرتهم محاصرة فكرية ملزمة بالحق، على أن في هذه البيانات لفت نظر إلى حقيقة الربوبية، وأن من مقتضى خصائص صفات الربِّ الخالق قدرته الكاملة على الخلق، وهذه القدرة لها صفة البقاء الأزلي الأبدي، فهي لا تتناقص، ولا تختل، ولا تعرض لها عوارض التغير، فلله الخالق الأزلي الأبدي كلُّ صفات الكمال المطلق.

اسم الکتاب : صراع مع الملاحدة حتى العظم المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 190
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست