responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صراع مع الملاحدة حتى العظم المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 185
هذه البحوث الروحية تنقض قضية الملحدين الماديين من أساسها، فما أثبته العلم من وجود الروح ومن أن الحياة بعد الموت قضية مؤكدة أو مرجحة، ينقض نظرتهم القائمة على أن الحياة إنما هي مظهر لتركيب المادة بصورة خاصة، ومتى انحل هذا التركيب لم يبق أثر للحياة مطلقاً، بينما يقرر الدين أن الحياة سر روحي ينفخه الله تعالى في الأجساد المادية، فتكون حية بهبة الله تعالى لها سرّ الحياة، وهذا ما بدأت الدراسات العلمية تعترف به.

ولدينا أيضاً أدلة أخرى في هذا المجال مما توصلت إليه البحوث النفسية.
أثبتت الدراسات العلمية حول الإنسان أن خلايا جسده المادي تتجدد باستمرار، وأن هذا الجسد المادي بمثابة نهر جار خاضع لقانون التغير المستمر، خلايا تتلف، وغذاء يتحول إلى خلايا جديدة تحل محل الخلايا التالفة، ويأتي على جسم الإنسان في مدى كل عشر سنوات تجدد كامل لكل خلايا جسمه، أي: إن الجسد الأول يفنى ويأتي بدله جسد جديد، ولكن الإنسان لا يشعر بهذا التغير، ولا يتأثر كيانه الإنساني به، بل يبقى علمه وذاكرته وعاداته وأمانيه وأفكاره وحبه وبغضه وعواطفه كلها كما كانت، فلو أن الإنسان كان مظهر تفاعلات مادية صرفة لكان بفناء الخلايا الأولى من جسده، أو بعبارة أخرى لكان بفناء جسمه السابق الذي حل محله جسم جديد يجب أن تفنى أفكاره السابقة وعواطفه وآماله وأمانيه وكل خصائصه الثابتة التي لا تتغير، لكن هذا لا يحدث رغم تجدد الجسد تجدداً كلياً في كل عشر سنوات.

فلولا أن شيئاً روحياً غير هذا الجسد المادي يظل مستمراً يحمل الخصائص الإنسانية العليا، لما استطاع الإنسان المحافظة على مكتسباته السابقة، بعد فناء جسده السابق، أو بعد تعرضه لمراحل متعددة من الفناء في حياته.

جاء في كتاب "الإسلام يتحدى" [1] :
"لقد أثبت البحث النفسي الذي ذكرنا آنفاً أن جميع أفكار الإنسان -

[1] صفحة 152/153 (البحث النفسي) .
اسم الکتاب : صراع مع الملاحدة حتى العظم المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 185
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست