responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صراع مع الملاحدة حتى العظم المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 174
(و) النص السادس:
وقول الله تعالى في سورة (الأنبياء/21 مصحف/73 نزول) :
{وَمَا خَلَقْنَا السَّمَآءَ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاَعِبِينَ * لَوْ أَرَدْنَآ أَن نَّتَّخِذَ لَهْواً لاَّتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّآ إِن كُنَّا فَاعِلِينَ * بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ} .
جحد المشركون الحساب واليوم الآخر، وجرّهم ذلك إلى إنكار رسالة محمد - صلى الله عليه وسلم - وما جاء فيها من وعد ووعيد، وكان معنى جحودهم هذا أن الحياة الإنسانية ليس لها إلا ظروف هذه الحياة المشاهدة المدروسة للإنسان، وبالموت تنتهي القصة نهاية تامة، ثم لا شيء وراء ذلك، مع أن هذا الفصل المشهود من حياة الإنسان مليء بأحداث الظلم والبغي الإنساني، ومشحون بالجحود والكفر والاستكبار والعناد، والعدوان والفساد، وكثيراً ما تنتهي حياة أصحاب هذه الأحداث دون أن يلقوا في الحياة الدنيا جزاءهم العادل، وحينما يصيب بعضهم بعض جزائه فإن كامل جزائه لا يناله، وفي مقابل ذلك نجد في هذا الفصل المشهود من حياة الإنسان دعاةَ خير مضطهدين، وطبيبين صالحين معذَّبين، ومؤمنين مصلحين غير مكرَّمين، وكثيراً ما تنتهي حياة هؤلاء دون أن يُنصفوا من خصومهم، ودون أن يلقوا ثوابهم أو كامل ثوابهم.

أفيصحّ في ميزان العقل أن يقتصر حكيم قادر عليم على مشاهد هذا الفصل من عملية الخلق التي أنشأناها، دون أن يكون وراءه فصل آخر أو عدة فصول تتحقق فيها النتائج المنطقية للفصل الأول، وتظهر فيها الحكمة المناسبة لمستوى الحكيم الذي رتَّب ظروف الفصل الأول بإتقان تام؟
لو شهدنا مثل هذا الفصل في تمثيلية من وضع الإنسان لقلنا لا بدَّ أن فصلاً أو فصولاً أخرى ستأتي بعده، حتى تنتهي القصة إلى نهاية معقولة تظهر فيها الغاية، ويتحقق فهيا معنى الجزاء، ويبرز فيها المضمون الأخلاقي، في توجيه غير مباشر.

فلو أن كاتب القصة أو مخرج التمثيلية قد اقتصر على الفصل الأول منها، فماذا يقول العقلاء عنه؟

اسم الکتاب : صراع مع الملاحدة حتى العظم المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 174
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست