responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صراع مع الملاحدة حتى العظم المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 173
النص نظر الإنسان إلى هذا البرهان التجريبي فقال تعالى: {ألم يك نطفة من مني يمنى ثم كان عقلة فخلق فسوَّى فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى؟} بلى وهو الخلاق العليم.

(هـ) النص الخامس:
قول الله تعالى في سورة (ص/38 مصحف/38 نزول) :
{وَمَا خَلَقْنَا السَّمَآءَ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنَ النَّارِ * أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ} .
فحينما يرفع الجاحدون تصورات الحياة الأخرى من أذهانهم تغدو هذه الحياة في تصورهم عملاً باطلاً لا معنى له، وتغدو مسرحية من مسرحيات اللعب واللهو والعبث.

هذا ما صرح به كبار مفكريهم، وذلك تصور الذين كفروا وظنهم القائم على أساس باطل هو جحود الحق والكفر به، فويل لهم من أحداث هذه الحياة الأخرى حينما يجدونها حقيقة واقعة، ويجدون أنفسهم في النار يعذّبون.

أما المؤمنون فإنهم يدركون الغاية من خلقهم، ويعلمون أنهم في هذه الحياة الدنيا في ظروف امتحان لإرادتهم بين يدي خالقهم، وأن وراء هذه الحياة حياة أخرى خالدة يكون فيها الجزاء الأمثل، وتظهر فيها حكمة الله من الخلق، لذلك فهم لا يرون خلق السماوات والأرض وما بينهما باطلاً. ويهديهم إلى هذه الحقيقة أنه من غير الممكن في الاحتمال العقلي أن يجعل الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض، وأن يجعل المتقين كالفجار، فتكون نهاية الجميع بالموت، ولا شيء بعد ذلك من حساب ولا جزاء، إن هذا العبث لا يفعله من يقيم دورة مسابقة رياضية، فضلاً عن أن يفعله الخالق القادر العلمي الحكيم العدل ذو الفضل العظيم.

اسم الکتاب : صراع مع الملاحدة حتى العظم المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 173
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست