responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صراع مع الملاحدة حتى العظم المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 140
الإنسان ومشاعره ترجح جانب الإثبات، كما أن الإنسان يجد نفسه بين موقفين:

1- فإذا هو أنكر الله وجحده وكان الواقع بخلاف ذلك فإنه يعرِّض نفسه لخسائر كبرى.

2- وإذا هو آمن به وكان الواقع بخلاف ذلك فإنه لا يخسر شيئاً.
واستنتج من ذلك أن موقف الإيمان على هذا موقف لا خسارة فيه مطلقاً، مع وجود احتمال اغتنام أرباح كثيرة منه، وأما موقف الإلحاد على هذا أيضاً فهو موقف لا ربح فيه مطلقاً، مع وجود احتمال تكبد خسائر كبرى.

وبمقارنة هذين الموقفين يترجح موقف الإيمان على موقف الإلحاد قطعاً، ويكون من حق الإنسان أن يؤمن في مقياس العقل.

ثم بلغ مني العجب مداه حين رأيت الناقد (د. العظم) يناقش بحث (جيمس) مناقشة مشحونة بالمغالطات التي تأتي ببعض العبارات الفلسفية، وليس فيها من الفلسفة الصحيحة شيء، وتستخدم العبارات العلمية، وليس فيها من العلم الصحيح شيء، جلَّ ما فيها سفسطة، ومغالطات، وخطابيات، وتقريرات، وكلها لا تملك من الأدلة شيئاً حتى أضعفها.

هذا على الرغم من أن (وليم جيمس) لم يقدم لقضية الإيمان إلا أضعف الأدلة، وهو الدليل الذي صاغه الشاعر العربي الفيلسوف بقوله:

قال المنجم والطبيب كلاهما *** لا تُبعث الأجساد، قلت: إليكما
إن صحَّ قولكما فلست بخاسر *** أو صحَّ قولي فالخسار عليكما

وهذا هو الدليل الثاني الذي طرحه مؤمن آل فرعون، في مناقشة لهم حول دعوة موسى عليه السلام، وقد حكى القرآن ذلك عنه بقول الله تعالى في سورة (غافر/40 مصحف/60 نزول) :

{وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَآءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ

اسم الکتاب : صراع مع الملاحدة حتى العظم المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 140
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست