responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : صراع مع الملاحدة حتى العظم المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 124
وتكمن الأدلة الإنسانية، وراء طبيعة الإنسان الخلقية، فالشعور الإنساني في نفوس البشر إنما هو اتجاه إلى مشرِّع أعظم".

4- ثم ناقش الكاتب وضع الملحدين فقال: "ويلاحظ أن للملحدين منطقهم، ولكنه منطق سلبي، فهم يقولون: إن وجود الله يستدل عليه بشواهد معينة وليس ببراهين قاطعة، وهذا من وجهة نظرهم يعني عدم وجود الله تعالى، إنهم يردون على الأدلة الكونية بقولهم: إن المادة والطاقة يتحول كل منهما إلى الآخر، بحيث يمكن أن يكون الكون أزلياً، كما أنهم ينكرون النظام في الكون ويرونه مجرد وهم، وهكذا ينكرون الشعور النفسي بالعدالة والاتجاه نحو موجه أعظم، ومع ذلك لا يستطيعون أن يقيموا دليلاً واحداً على عدم وجود الله، ومن منطقهم أن الأدلة المقدمة لإثبات وجود الله لا تعتبر كافية من وجهة نظرهم، وهناك فئة أخرى من الملحدين لا يعترفون بإله لهذا الكون، لأنهم لا يرونه، ولكنهم لا ينفون وجود إله في كون أو عالم آخر غير هذا الكون، ولا شك أن هذا موقف مائع متضارب لا يستند إلى أساس سليم.

فإذا قارنا بين الشواهد التي يستدل بها المؤمنون على وجود الله وتلك التي يستند إليها الملحدون في إنكار ذاته العلية، لاتضح لنا أن وجهة نظر الملحد تحتاج إلى تسليم أكثر مما تحتاج إليه وجهة نظر المؤمن، وبعبارة أخرى: نجد المؤمن يقيم إيمانه على البصيرة، أما الملحد فيقيم إلحاده على العمى.
وأنا مقتنع أن الإيمان يقوم على العقل، وأن العقل يدعو إلى الإيمان، وإذا كان الإنسان يعجز أحياناً عن مشاهدة الأدلة فقد يكون ذلك راجعاً إلى عدم قدرته على أن يفتح عينيه".
وهكذا مررنا على تلخيص لمقالات ثمان [1] من أصل ثلاثين مقالة لثلاثين عالماً من كبار علماء النهضة العلمية المعاصرة، موجودة في كتاب "الله يتجلى في

[1] اقتباساً من كتاب "العقيدة الإسلامية وأسسها" للمؤلف، وكذلك الأقوال الواردة بعد تلخيص المقالات الثمان: قول (هرشل) ، وما أذاعته وكالة (رويتر) ، وما جاء في كتاب "الله في الطبيعة" للفيلسوف (كميل فلامريون) .
اسم الکتاب : صراع مع الملاحدة حتى العظم المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 124
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست