الشافعية، وابن عقيل، وابن بطة وابن تيمية، وابن القيم وابن عبد الهادي من الحنابلة) [1].
ويصف الشيخ محمد بن عثمان الشاوي ما شاهده من الأعمال القبورية في مكة المكرمة حين دخلها مع أتباع هذه الدعوة السلفية سنة 1343هـ، وما فعلوه من هدم قباب الشرك، يقول رحمه الله:
(وبعد أن فرغنا من أعمال العمرة، وبادرنا إلى هدم القباب، وجدنا في القبة المبنية على قبر أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها ما لا تستطاع حكايته، من ذلك أنا وجدنا رقاعا مكتوبا فيها: يا خديجة يا أم المؤمنين جئناك زائرين، وعلى بابك واقفين، فلا تردينا خائبين فاشفعي لنا إلى محمد يشفع لنا إلى جبرائيل، ويشفع لنا جبرائيل إلى الله، ووجدنا عندها كبشا قد جاء به صاحبه ليقربه إليها ... ووجدنا عند باب القبة عجوزاً شوهاء من سدنتها، ولقد حدثني غير واحد أنهم سألوها ما حالك، فقالت: هي خادمة لسيدتها المتصرفة في الكون منذ عدة سنين، ولا تصوم، ولا تصلي، ومع ذلك يتمسح بها الزوار، وعند القبة من الشمع والسرج والآلات ما لا يحصى، وعندها من أنواع الطيب، ما لم نجد مثله عند البيت الحرام والحجر الأسود، وأمثال هذا كثير معلوم، فلهذا استعنا بالله تعالى على إزالة تلك القباب ... وأما ما هناك من القباب والأبنية على القبور والكتابة وأنواع الزخرفة فذلك شيء لا يعده عاد، لكن الذي نعتقد أن مجرد البناء على القبر من غير صرف شيء من أنواع العبادة لها ذلك بدعة محرمة؛ لأنها من أكبر الوسائل إلى تعظيم أرباب القبور وعبادتهم من دون الله ... ) [2].
ويفصح الشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم بن عبد اللطيف[3] (ت 1386هـ عن موقفهم من المشاهد والقباب على القبور، وذلك في قصيدة يرد بها على من سمى نفسه بـ "فتى البطحاء" حين استنكر ذلك الفتى، ما فعلته جيوش الموحدين أثناء دخولها مكة من هدم القباب، والأبنية على القبور ... يقول الشيخ عبد اللطيف:
وقولنا أننا قد هدمنا مشاهدا ... لخير نبي أو لأفضل صاحب
نعم أننا والحمد لله وحده ... الشرك من كل جانب
1 "والحق المبين"، ص23.
2 "القول الأسد"، ق3. [3] وهو حفيد الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن، ولد في الرياض سنة 1315هـ، وتعلم بها، ثم جلس للتدريس، وتولى إدارة المعاهد العلمية، وله معرفة بالعروض، ويقرض الشعر، وأصدر مجلة إسلامية، توفي في الرياض. انظر: "مشاهير علماء نجد"، ص164.