هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا هدي أصحابه، ولا من بعدهم من الأئمة المهتدين..) [1].
ويقول أيضا:
(نعم امتثلت الوهابية أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في هدم القباب التي بنيت على أهل البقيع من أهل البيت وغيرهم؛ لأن ذلك سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنة أصحابه، ومن بعدهم من الأئمة المهتدين، ولا يعيب على الوهابية بهدمهم القباب التي بنيت على ضرائح الأموات إلا من أعمى الله بصيرة قلبه) [2].
ويبين أحمد الكتلاني أن اتخاذ القبور مساجد من المحدثات الشركية فيقول: (لم يثبت قطعا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه بطريق صحيح ولا ضعيف، أنهم اتخذوا القباب والمشاهد، وأوقدوا فيها السرج، ولثموا ترابها، وركبوا عليها التوابيت، وكسوها بالورود والديباج إلى غير ذلك من أنواع البدع التي يفعلها الخارجون عن وفق الشريعة وهديه الذي كان عليه وأصحابه. بل الثابت الصحيح أنه جاء بهدمها وإبطالها كقوله صلى الله عليه وسلم في حديث عمرو بن عبسة " بعثت بصلة الأرحام، وكسر الأوثان، وأن يوحد الله لا يشرك به شيئا "[3].
وأجمع سلف الأمة وأئمتها على أن كل عمل جار تحت أحكام الشريعة فما كان موافقا لها فهو مقبول، وما كان خارجا عن ذلك فهو مردود، وإن كان تقاضته الطباع، وتحالته النفوس) [4].
وينقل محمد رشيد رضا بعض أقوال أهل العلم في البناء على القبور، فكان من قوله: (ذكر الإمام الشافعي في "الأم" أن ولاة مكة كانوا يهدمون ما بني في مقبرتها من القبور، ولا يعترض عليهم الفقهاء، ونقله عنه النووي في "شرح مسلم" عند شرح ما ورد في هذا المعنى من الأحاديث، وفي "الزواجر" لابن حجر الهيتمي أن اتخاذ القبور مساجد وإيقاد السرج عليها واتخاذها أوثانا والطواف بها، واستلامها والصلاة إليها كلها من كبائر الذنوب..) [5].
ويورد عبد الكريم بن فخر الدين بعض العلماء المانعين شد الرحال لزيارة القبور، فيقول: (ومن المانعين عن السفر لزيارة قبور الأولياء، القاضي الحسين من
1 "الحجج الواضحة الإسلامية"، ق35.
2 "الحجج الواضحة الإسلامية"، ق44. [3] صحيح مسلم: كتاب صلاة المسافرين وقصرها (832) .
4 "الصيب الهطال"، ص16.
5 "الهدية السنية" (حاشية) ، ص43،44.