responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حاضر العالم الإسلامي المؤلف : علي جريشة    الجزء : 1  صفحة : 208
عبادة الفراعين، وحدّ استخفاف الفراعين أن يقولوا.. {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى} أو {مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي} أو {مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ} الأمر الذي تجدَّد في العصر الحديث حين ارتدت مصر إلى شيء من الجاهلية، فقال أحد فراعينها الجدد "أنا خلقت فيكم الحرية وخلقت فيكم الكرامة" ذلك المخلوق التافه يخلق، فماذا ترك للخالق؟.
ونعتبر بميزان الله أنَّ الميلاد الحق لهذا الشعب منذ الفتح الإسلامي على عهد عمر بن الخطاب, حين توجَّه جيش عمرو بن العاص المظفَّر إلى أرض مصر, ففتح القلوب بالقرآن قبل أن يفتح البلاد بالسيف، ودخل شعب مصر -طواعية واختيارًا- في دين الله أفواجًا، ورأى الفارق الضخم بين حكم الرومان وتعسُّفهم، وحكم الإسلام وعدله ورحمته, حتى لقد كان النَّصارى يفرّون من حكم الرومان -وهم أهل دينهم- إلى حكم الإسلام، وهو ليس بدينهم؛ لما وجدوه في ظلِّه من رحمة وعدلة وأمان ...
وبقي من بقي من قبط مصر على مسيحيته, لم يكرهه أحد على ترك دينه، بل لم يلق القبط في مصر ما تلقاه أية أقلية في وطن آخر، والمثل الذي ضربه عمر -رضي الله عنه- غداة فتح مصر, حين شكا إليه أحد أقباط مصر أنَّه تسابق مع ابن عمرو بن العاص, فلمَّا سبقه ضربه ابن عمرو بن العاص، فاستدعى عمر الحاكم المسلم العدل عمرو وابنه، وعلى ملأ من الناس قال للقبطي: اضرب ابن الأكرمين، وقال عمر الخليفة لواليه عمرو: لو فعلها ابنك مرة أخرى لضربتك أنت ... إشارة إلى أنه ما شجع الابن على ذلك إلّا وجاهة أبيه ومكانته.
ووعى الشعب المصري هذا الحادث, ووعى معه قول الله: {لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} ووعى أيضًا واجب المسلمين في حماية الذمِّيين بما فعله جند الإسلام قبل معركة اليرموك, عندما استعدوا لملاقاة هرقل فانشغلوا عن أهل حمص فردوا

اسم الکتاب : حاضر العالم الإسلامي المؤلف : علي جريشة    الجزء : 1  صفحة : 208
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست