responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حاضر العالم الإسلامي المؤلف : علي جريشة    الجزء : 1  صفحة : 207
الآن على ظهر الأرض. وسيصبح في مصر في مدى 968, أي: أقل من ألف عام بقليل, أمَّة تعدادها 973 مليارًا من البشر, أي: إنها ستنمو بشريًّا إلى درجة لا تمكنها فقط من استعمار الكرة الأرضية, بل من استعمار أعداد من الكواكب الأخرى"[1].
ودعاوى الندرة الاقتصادية وعدم قدرة الموارد الموجودة على مواجهة الانفجار السكاني، هذه الدعاوى ساقطة علميًّا بما قدَّمنا من وفرة الموارد, لولا أنها لا تستعمل وتستغل وتذهب إلى غير الشعب.
كل هذه العوامل أو بعضها يعطي مصر خطورة وأهمية لا تتوفَّر لغيرها من شعوب المنطقة, ولذا كانت هدفًا لكل أنواع الاستعمار التي عرفها العالم, ابتداءً من استعمار الهكسوس والرومان، والفرنسيين، والإنجليز، واليهود ...
لكن برغم ذلك، فقد ثبت أن مصر مقبرة الغزاة، وأنها -كما قيل: كنانة الله في أرضه, فقد خرجت من ذلك كله سليمة العقيدة في مجموعها، حريصة وفيِّةً لدينها ومُثُلِهَا، وعرف الناس -وإن لم يدرك بعض الحكام- أن الخداع وإن انطلى على الشعب فترة، فإنه لا يطول، وأنَّ الاستبداد وإن عاش حينًا فإنه لا يدوم، وأنَّ الكفر والفسوق وإن تمكَّن دهرًا فإن الشعب لا يلبث أن يلفظه ويدوسه.. وفي الفراعين القدامى والجدد، وفي الغزاة المستعمرين قديمًا وحديثًا، عِبَرٌ لمن أراد العبرة، وتذكرة لمن تنفعه الذكرى.
تاريخ قديم وحديث:
وعمر الشعب المصري، أو عمر حضارته -كما يحلو للبعض أن يتشدق- ثلاثة آلاف سنة بالنظر إلى أجداده الفراعين، والمعروف البديهي أنَّ التفاخر بالفراعنة وغيرها من النعرات الإقليمية كانت إحدى النعرات التي أطلقها الاستعمار الصليبي في مصر بعد الحرب العالمية الأولى, وهي دعوى باطلة قصد بها باطل, لكنَّا نعتبر ما قبل الإسلام جاهلية بلغت حد

[1] الإسلام قوة الغد العالمية: تأليف باول شمتز. ترجمة الدكتور/ محمد شامة. ص203.
اسم الکتاب : حاضر العالم الإسلامي المؤلف : علي جريشة    الجزء : 1  صفحة : 207
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست