responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حاضر العالم الإسلامي المؤلف : علي جريشة    الجزء : 1  صفحة : 100
وصبرهم على تنفيذ ذلك التخطيط رغم الأحداث الجسيمة التي واجهتهم من بعده، فالاضطهاد الذي حدث لهم في مشرق أوربا، ثم الاضطهاد الذي حدث لهم في ألمانيا على يدي هتلر، ثم العقبات التي قامت في طريق إقامتهم دولتهم من مقاومة الشعب الفلسطيني, وانضمام الشعوب العربية الإسلامية إلى هذه المقاومة، ومن قبلها رفض الخلافة العثمانية لوجودهم، وتآمرهم على هذه الخلافة بما صرَّح به هرتزل في مذكراته من أنَّ السلطان عبد الحميد رفض الملايين العديدة لقاء فلسطين، فقبل حزب الاتحاد والترقي مليونين لتنفيذ نفس الغرض[1].
كل ذلك وغيره يكشف عن حسن تخطيط, وعن صبر في التنفيذ.
وفي مقابل ذلك -ونقررها بكل أسف: انتفى التخطيط لدى الأمَّة الإسلامية, أو بالأصح لدى اليقظى من الأمة الإسلامية, وتوافر عندهم إخلاص بغير تخطيط، شابه في كثير من الأحيان "قلة الصبر" على التنفيذ، واستجابة لغير المخلصين؛ لإنهاء أوضاع تقلق اليهود[2].
2- إبعاد الإسلام عن المعركة:
واضح أن الإسلام كان الخطر الأول في المعركة.
أولًا: بما يحمله لأبنائه من عقيدة تؤثر الموت في سبيل الله على الحياة

[1] تروي وثائق الباب العالي في استانبول كيف أوعزت الحركة الصهيونية العالمية إلى جماعات منها بالتسلل إلى تركيا عن طريق طائفة يهود الدونما, التي تظاهر أفرادها بالإسلام, وحمل هؤلاء أسماء تركية حتى يتسنَّى لهم الانضمام إلى الحركات الوطنية. "راجع مجلة البلاغ الكويتية عدد 431 في 24 ذي الحجة 1397هـ 4 ديسمبر 1977".
[2] على سبيل المثال عندما أندلعت الثورة في فلسطين تلقَّت اللجنة العربية العليا من الأمير عبد الله والملك غازي والملك ابن سعود النداء التالي: "إلى أبنائنا عرب فلسطين".
لقد تألَّمنَا كثيرًا للحالة السائدة في فلسطين, فنحن بالاتفاق مع إخواننا ملوك العرب والأمير عبد الله ندعوكم للإخلاد للسكينة حقنًا للدماء, معتمدين على حسن نوايا صيدقتنا الحكومة البريطانية, ورغبتها المعلنة لتحقيق العدل، وثقوا بأننا سنواصل السعي في سبيل مساعدتكم..
Palaatine and Tansiordon Loct 17, 1656 P. 5.
اسم الکتاب : حاضر العالم الإسلامي المؤلف : علي جريشة    الجزء : 1  صفحة : 100
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست