اسم الکتاب : تدريب الدعاة على الأساليب البيانية المؤلف : عبد الرب نواب الدين الجزء : 1 صفحة : 391
ومن شاء فليتأخر (1)
وفي تقويم الخطيب وفق هذا المعيار تلاحظ عدة أمور منها: المظهر الإسلامي العام، التفاعل مع موضوع الخطبة، شخصية الخطيب ووقاره وسمته، مدى تأثر المخاطبين وتفاعلهم معه أثناء الخطبة، مدى التزامه بما يقول.
4- معرفة نفسية المخاطبين وطباعهم وأخلاقهم:
إن معرفة المخاطبين من الأمور الأساسية للخطيب، فقد يكون الخطيب عالما متبحرا لكنه لا يعي كيف يوصل هذا الخير الذي يحمله بين جوانحه إلى الناس وما هي طرائق التبليغ المرتبطة بمعرفة أحوال المستمعين!
ومن فقه الدعوة إيقاع الخطاب على حسب حال المخاطب، وهذا ما نوه به كثير من حكماء الدعاة كقول علي رضي الله عنه: ((حدثوا الناس بما يعرفون أتحبون أن يكذب الله ورسوله)) (2)
وقول ابن مسعود رضي الله عنه: ((ما أنت محدث أحدا بكلام لا يعرفه إلا كان لبعضهم فتنة)) [3] وقول ابن عباس رضي الله عنهما: ((قوله تعالى: {وَلكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلمُونَ الكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ} [4] أي حكماء فقهاء، والرباني الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره)) (5)
وقد ورد في نصوص الشرع الحض على معرفة ذلك، فالناس مختلفون في
(1) الجامع لمعمر بن راشد 11/343 (20713)
(2) خ: العلم (127) [3] م: 1 / 11 (المقدمة) [4] سورة آل عمران: 79
(5) خ: العلم 1 / 160
اسم الکتاب : تدريب الدعاة على الأساليب البيانية المؤلف : عبد الرب نواب الدين الجزء : 1 صفحة : 391