اسم الکتاب : المعلم الأول صلى الله عليه وسلم المؤلف : فؤاد الشلهوب الجزء : 1 صفحة : 163
وهذه الطريقة نافعة جداً إذا أحسن استخدامها واستغلالها، فعلى المعلم أن يبتعد عن صعاب المسائل، وأن لا يكون همه تعجيز المتعلمين وإفحامهم، بل عليه أن يقرب لهم المسألة المطروحة عليهم بقرائن الأحوال وغيرها من الوسائل، لكي تكون عوناً لهم في الاهتداء إلى الجواب الصحيح، ويدل على ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما طرح عليهم هذه المسألة كان في يديه جمار، ففي إحدى روايات هذا الحديث، «عن مجاهد قال: صحبت ابن عمر إلى المدينة فلم أسمعه يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا حديثاً واحداً قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فأتي بجمار فقال» .. الحديث [1] فابن عمر رضي الله عنهما فهم المراد عندما رأى الجمار في يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يمنعه من الإجابة على السؤال إلا صغر سنه [2] قال الحافظ ابن حجر: إن الملغز ينبغي له أن لا يبالغ في التعمية بحيث لا يجعل للملغز باباً يدخل منه، بل كلما قربه كان أوقع في نفس سامعه [3] .
الخلاصة:
أهمية هذه الطريقة في تقوية الفهم، وتوسيع المدارك.
الاستفادة من هذه المسائل في ترسيخ معاني معينة في الأذهان. [1] (فتح الباري. كتاب العلم. باب الفهم في العلم (1 / 199) حديث 72)) . [2] صرح ابن عمر بذلك قال: (فمنعني أن أتكلم مكان سني.. الحديث) ورد ذلك عند البزار من طريق موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر. (فتح الباري. 1 / حديث 61) ، وعند مسلم قال: (ورأيت أبا بكر وعمر لا يتكلمان فكرهت أن أتكلم أو أقول شيئاً.. الحديث) وعند أحمد قوله. . (ونظرت فإذا أنا أصغر القوم فسكت) . [3] فتح الباري (1 / حديث 61) .
اسم الکتاب : المعلم الأول صلى الله عليه وسلم المؤلف : فؤاد الشلهوب الجزء : 1 صفحة : 163