responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي المؤلف : البهي، محمد    الجزء : 1  صفحة : 273
كتاب جامع لإحساسات الإنسان العالية، وأفكاره وآماله[1]. الله هو: صاحب كل قوة، وهو الرحيم، وهو المحبة ... ومعنى ذلك: أنه في نظر "فيرباخ" ليس هناك شيء آخر غير القوة والرحمة والمحبة التي هي إلهية, والحكمة والعدالة والخيرية تسود الحياة الإنسانية فقط عندما يكون حكيما عدلا خيرًا.
وأيضا في نظره الحياة الأخروية ليست شيئا آخر غير هذه الحياة الإنسانية -على اعتبار أن الله ليس شيئا آخر غير الإنسان، إذا كان حكيما عدلا خيرا. لكن بعد أن ينظر إليها نظرة مثالية، والفجوة القديمة -على نحو ما تصور الأديان- بين هذه الحياة والحياة الأخرى يجب أن تزول، كي تركز الإنسانية نفسها، بنفس غير مشتتة وقلب موحد، في عالمها المشاهد وفي حاضرها القائم، وعن طريق هذا التركيز غير الموزع، في العالم الواقعي فقط، تقوم حياة جديدة للإنسان، وتنتج أعمال وتأملات كبيرة، وينشأ عظماء من الناس.
وإذا انقطع "إيماننا" وتصديقنا بحياة أفضل "في الآخرة"، وأردنا مع ذلك في غير تفرق إيجاد حياة أفضل، فسنخلق أيضا حياة أفضل، ولكن لكي نريد هذا، ونريد أن نحققه، يجب أن نضع مكان محبة الله محبة الإنسان كدين وحيد، حق، وأن نضع مكان الإيمان بالله، الإيمان بالإنسان نفسه وبإمكانياته الخاصة وبعظمته ... الإيمان بأن تقرير المصير للإنسانية ليس من طبيعة خارجة عنها أو فوقها, وإنما يرتبط بها نفسها تمام الارتباط.
هذا مجمل ما تنطق به فلسفة "فيرباخ" وسنرى أن فكرة "التعويض" في الدين، التي احتلت منزلة كبيرة في فلسفة فيرباخ هذه -بعد أن تبنتها فلسفة "كومت" قبله- لا تقل تأثيرا في المذهب الماركسي وفي صراعه ضد الدين، عن الأفكار الرئيسية التي أقام عليها "كارل ماركس"

[1] يردد هذا المعنى كثيرا في الكتب الشيوعية، وكنموذج في التأليف العربي للشيوعية يراجع كتاب "الله والإنسان"، ص100, 101 مصطفى محمود، من سلسلة: كتب للجميع، عدد مارس سنة 1957، صدر عن دار الجمهورية.
اسم الکتاب : الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي المؤلف : البهي، محمد    الجزء : 1  صفحة : 273
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست