اسم الکتاب : العلم يدعو للإيمان المؤلف : كريسى موريسون الجزء : 1 صفحة : 54
ان عمليات عينك تلقي صورة على الشبكية، فتنظم العضلات العدسات بطريقة الية إلى بؤرة محكمة، وتتكون الشبكية من تسع طبقات منفصلة، هي في مجموعها ليست اسمك من ورقة رفيعة. والطبقة التي في أقصى الداخل تتكون من اعواد ومخروطات، ويقال ان عدد الاولى ثلاثون مليون عود، وعدد الثانية ثلاثة ملايين مخروط. وقد نظمت هذه كلها في تناسب محكم، بعضها بالنسبة إلى بعض، وبالنسبة إلى العدسات، ولكن العجب انها تدير ظهورها للعدسات، وتنظر نحو الداخل لا نحو الخارج. واذا استطعت ان تنظر في خلال العدسات، فانك ترى عدوك مقلوب الوضع، والجانب الايمن منه هو الايسر. وهذا امر يربكك إذا حاولت ان تدافع عن نفسك، ولذا فان الطبيعة قد عرفت بطريقة ما ماذا سيحدث، ولذا اجرت ذلك التصميم قبل ان تقدر العين على الابصار، ورتبت اعادة تنظيم كاملة عن طريق ملايين من خويطات الاعصاب المؤدية إلى المخ. ثم رفعت مدى ادراكنا الحسي من الحرارة إلى اللضوء، وبذا جعلت العين حساسة بالنسبة للضوء. وهكذا نرى صورة ملونة للعالم من الجانب الايمن إلى فوق، وهو احتياط بصري سليم. وعدسة عينك تختلف في الكثافة، ولذا تجمع كل الأشعة في بؤرة.
ولا يحصل الإنسان على مثل ذلك في أية مادة في جنس واحد كالزجاج مثلا. وكل هذه التنظيمات العجيبة العدسات والعيدان والمخروطات والاعصاب وغيرها. لابد انها حدثت في وقت واحد، لانه قبل ان تكمل كل واحدة منها، كان الابصار مستحيلا. فكيف استطاع كل عامل ان يعرف احتياجات العوامل الأخرى ويوائم بين نفسه وبينها؟
اسم الکتاب : العلم يدعو للإيمان المؤلف : كريسى موريسون الجزء : 1 صفحة : 54