اسم الکتاب : العلم يدعو للإيمان المؤلف : كريسى موريسون الجزء : 1 صفحة : 100
والذين اتيح لهم العلم بالعلم، لا يحق لهم ان ينظروا نظرة الازدراء إلى فجاجة اولئك الذين سبقوهم أو الذين لا يعرفون الآن الحق كما نراه. بل اننا على العكس يجب ان تاخذنا الروعة والدهشة والاجلال لاتفاق البشر في نواحي العالم على البحث عن الخالق والايمان بوجوده. أو ليست روح الإنسان هي التي تشعر باتصالها بالله؟ ام نخشى ان نقول بان الحافز الديني الذي لا يملكه إلا الإنسان هو جزء من الكائن الواعي كاية صفة اخرى من خصائصه؟ ان وجود الحافز هو برهان على قصد العناية الالهية ولا يقل شأنا عن عقل الإنسان المادي العجيب الذي يكمن فيه كونه الحساس.
ان اية ذرة أو جزئ ATOM OR MOLECULE لم يكن له فكر قط، واي اتحاد العناصر لم يتولد عنه رأي أبدا. واي قانون طبيعي لم يستطع بناء كاتدرائية. ولكن كائنات حية معينة قد خلقت تبعا لحوافز معينة للحياة، وهذه الكائنات تنتظم شيئا تطيعه جزئيات المادة بدورها، ونتيجة هذا وذاك كل ما نراه من عجائب العالم. فما هو هذا الكائن الحي؟ هل هو عبارة عن ذرات وجزئيات؟ اجل. وماذا ايضا؟ شيء غير ملموس، اعلى كثيرا من المادة لدرجة انه يسيطر على كل شيء، ومختلف جدا عن كل ما هو مادي مما صنع منه العالم، لدرجة انه لا يمكن رؤيته ولا وزنه ولا قياسه.
وهو فيما نعلم ليست له قوانين تحكمه. ان (روح الإنسان هي سيدة مصيره) ، ولكنها تشعر بصلتها بالمصدر الاعلى لوجودها. وقد اوجدت للإنسان قانونا للأخلاق لا يملكه اي حيوان آخر ولا يحتاج اليه، فاذا سمى أحد ذلك الكيان بانه فضلة لتكوينات المادة، لا لشيء سوى انه لا يعرف؟؟؟ بأنبوبة الاختبار، فهو انما يزعم زعما لايقوم عليه برهان. انه شيء موجود، يظهر نفسه باعماله، وبتضحياته، وبسيطرته على المادة، وعلى الاخص بقدرته على رفع الإنسان المادي من ضعف البشر وخطئهم إلى الإنسجام مع ارادة الله.
اسم الکتاب : العلم يدعو للإيمان المؤلف : كريسى موريسون الجزء : 1 صفحة : 100