responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 664
4- وجاء فيه في معرض مقارنتها بين حث الإسلام على العلم، واكتساب المعرفة الدنيوية بالإضافة إلى المعرفة الدينية، وتخوف المسيحيين من المعارف الدنيوية قولها:
"مفهومان مختلفان، بل عالمان منفصلان تمامًا، حددا بهذا طريقين متناقضين للعلم والفكر، في الشرق والغرب.
وبهذا اتسعت الهوة بين الحضارة العربية "أي: الإسلامية" الشامخة، والمعرفة السطحية المعاصرة في أوروبا حيث لا قيمة لمعرفة الدنيا كلها". "أي: إبان ازدهار حضارة المسلمين".
وقولها بشأن رفض معلمي الكنيسة يومئذ فكرة كروية الأرض: "وأما ما يدعيه بعضهم من أن الأرض كروية فهو كفر وضلال، فمعلم الكنيسة "لاكتانتوس lactanius" يتساءل مستنكرًا: "هل هذا من المعقول؟ أيعقل أن يُجن الناس إلى هذا الحد، فيدخل في عقولهم أن البلدان والأشجار تتدلى من الجانب الآخر من الأرض، وأن أقدام الناس تعلو رءوسهم؟ ".
لقد كانت الأرض بالنسبة إلى بعض الناس تلًّا تدور الشمس حوله ما بين الشروق والغروب، وبالنسبة إلى الآخرين مسطحًا تحيط به المحيطات.
لقد قُضي بهذا التفكير الساذج على تطور العقل البشري في العصور السابقة، وعاد عصر الملاحظة البدائية والتفكير المشعوذ إلى الحياة من جديد.
ملعون من يقتنع أو يقبل في ذلك العصر تفسيرًا علميًّا لحوادث الطبيعة. خارج عن طاعة الرب من يشرح أسبابًا طبيعية لبزوغ كوكب، أو فيضان نهر، بل من يعلل علميًّا شفاء قدم مكسورة، أو إجهاض امرأة، فتلك كلها عقوبات من الله، أو من الشيطان، أو هي معجزات أكبر من أن ندرك كنهها!!.
وإذا كانت القوى الدينية "أي: المسيحية" قد كسرت جهدها للهدف الديني. فإنها قد هبطت بالمعرفة الدنيوية، فابتعدت تمامًا عن الثقافة، والفكر الإغريقي، وانغمست في الخرافات والترهات التي لن نستطيع اليوم أن نتصور مدى انتشارها، وسيطرتها على العقول الساذجة.

اسم الکتاب : الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 664
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست