responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 63
للدولة بأن تنفذ هذه التوسعة الضرورية، ولو لم يأذن بها أصحاب الأملاك الخاصة، ولكن عليها في مقابل ذلك أن تعوض عليهم تعويضًا عادلًا من الأموال العامة، لإقامة التوازن بين المصالح على أسس العدل.
ولما كانت مضرة موت الإنسان من الجوع أشد من المضرة التي تحصل بأكل الميتة أذن الله للمضطر بأن يأكل من لحم الميتة ما يدفع به ضرورته، درءًا لأشد الضررين بارتكاب أخفهما، قال الله تعالى في سورة "البقرة: 2 مصحف/ 87 نزول".
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ، إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} .
ووفق هذه الفلسفة الراقية والمنطق السديد تسير الشريعة الإسلامية في الموازنة على أسس العدل بين المتعارضات من المصالح والمفاسد والمضار والمنافع واللذات والآلام العاجل من كل ذلك والآجل، ضمن حساب دقيق شامل، في معادلات رياضية عالية.
وفي مقابل ما يشتمل عليه معنى الخير ضمن هذا المفهوم يدخل في مفهوم الشر كل عمل يتم به جلب آلام أو مضار للفكر أو للنفس أو للجسد، للفرد أو للجماعة، ما لم يتضمن شيء من ذلك تحقيق منافع أو مصالح أو لذات أرجح منها للفرد أو للجماعة، فعندئذ تميل كفة الميزان إلى جانب الخير، تحقيقًا لأكثر نسبة من الخير يمكن تحقيقها، وتفاديًا لأكثر نسبة من الشر يمكن تفاديها.
المفهوم الرابع:
لدى إحصاء الأعمال الإنسانية ونتائجها وما تؤدي إليه نجد أنها تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: خير محض، لذلك فلا يكون منه إلا خير ويدخل في هذا

اسم الکتاب : الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة    الجزء : 1  صفحة : 63
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست