اسم الکتاب : الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة الجزء : 1 صفحة : 240
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ، بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ} .
أي فاسألوا أهل العلم الحافظين لتواريخ الأنبياء والرسل السابقين، إن كنتم لا تعلمون بالبينات من الأدلة، ولا تعلمون بما في كتب الأولين، من مستحفظات تاريخية صحيحة، وهذا يتضمن تذكيرهم بأنهم يعترفون لبعض من سبق بأنهم كانوا رسلًا يُوحى إليهم، مع أنهم رجال من الناس، فإن كان لديهم مسكة من عقل فما هذه التفرقة.
وهكذا يوصي الإسلام بالرجوع إلى أولي الأمر، وبسؤال أهل الذكر، ويقاس على ذلك إحالة كل أمر إلى ذوي الاختصاص فيه، العالمين به، بغية الوصول إلى أرشد ما في الفكر، وأسد ما في العمل.
الواقعية في التربية:
للتربية الإسلامية التي تهدف إلى صلاح الناس جميعًا، وتهذيب أخلاقهم، وتقويم سلوكهم، وسائل تربوية تناسب في النظرة إلى الأفراد الجوانب الإنسانية المختلفة، وهي الجوانب الفكرية، والجوانب النفسية، وتناسب في النظرة إلى الجماعات أحوال الناس المختلفة، وطبائعهم المتفاوتة.
وتتلخص خطة الوسائل التربوية في الإسلام بثلاثة عناصر كبرى، تنضوي تحتها فروع كثيرة:
العنصر الأول: الهداية للتي هي أقوم.
العنصر الثاني: الترغيب.
العنصر الثالث: الترهيب.
وفيما يلي شرح لهذه العناصر الثلاثة:
شرح العنصر الأول: "وهو الهداية للتي هي أقوم"
إن عنصر الهداية للتي هي أقوم عنصر يتضمن استخدام كل الوسائل المتصلة اتصالًا مباشرًا بالإرشاد إلى الكمالات المختلفات التي هدى إليها الإسلام، ومن هذه الوسائل ما يلي.
اسم الکتاب : الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة الجزء : 1 صفحة : 240