اسم الکتاب : الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة الجزء : 1 صفحة : 239
{وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلا} .
فهذا النص يرشد إلى رد الأمور إلى جماعة أولي الأمر من المسلمين وهم:
العلماء المجتهدون القادرون على استنباط الأحكام الشرعية، في شئون الفقه الإسلامي.
والإداريون القادرون على استنباط أفضل الأعمال والنظم في الشئون الإدارية.
والمهرة في السياسة الشريعة القادرون على استنباط أسد الخطط وأحكامها في الشئون السياسية السليمة والحربية.
والقادة العسكريون المخططون القادرون على استنباط أنجح الخطط في شئون القتال والحرب.
وهكذا في كل مجال يبرز فيه متخصصون ذوو مهارات أو قدرات فطرية أو مكتسبة، فإن الإسلام يوصي بأن يرد السواد الأعظم من الناس كل أمر إلى ذوي الاختصاص فيه.
حتى الأمور التي يعتمد العلم بها على الحفظ والذاكرة فإن الإسلام يوصي بالرجوع فيها إلى أهل الذكر، وهم حفاظ النصوص، ورواه التاريخ، العالمون بهذا الأمور.
ومن أمثلة ذلك: لما اعترض المشركون على إنسانية محمد صلى الله عليه وسلم، وأخذوا يتوهمون أن الرسالة الربانية من شأنها أن تنزل على ملك لا يأكل الطعام، ولا يمشي في الأسواق، ولا يتزوج النساء، واستبعدوا أن يصطفي الله بها رجلًا من الناس، أنزل الله تعالى قوله في سورة "الأنبياء: 241 مصحف/ 73 نزول":
{وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} .
وقوله في سورة "النحل: 16 مصحف/ 70 نزول":
اسم الکتاب : الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم المؤلف : الميداني، عبد الرحمن حبنكة الجزء : 1 صفحة : 239