اسم الکتاب : الاستشراق والتبشير المؤلف : محمد السيد الجليند الجزء : 1 صفحة : 80
ولا يألو سلامة موسى جهدًا في تكرار القول بوجوب محاكاة الحضارة الأوروبية حتى نحيا حياة كريمة: "إذ لا يمكن لأمة أن تحيا إذا خالفتها.. ولا أستطيع أن أتصور نهضة عصرية لأمة شرقية ما لم تقم على المبادئ الأوروبية للحرية والمساواة والدستور مع النظرة العلمية الموضوعة للكون"[1].
2- وكتب قاسم أمين قبل ذلك كتابه عن تحرير المرأة أثار فيه مشكلات لا وجود لها إلا في ذهن المستشرقين، ونادى فيه بوجوب أن تحذو المرأة المسلمة حذو المرأة في أوروبا وفرنسا بالذات شبرًا بشبر، وأن ترفع صوتها رافضة قضية تعدد الزوجات، وحقها في الطلاق ... إلخ.
3- أما علي عبد الرازق، فألف كتابه عن "الإسلام وأصول الحكم"؛ ليعلن فيه أن الإسلام دين لا دولة. عقيدة لا شريعة، وحْي لا دستور، وليس في الإسلام نظام لسياسة الدولة[2]، والكتاب من أوله إلى أخره يعرض الآراء التي استقاها المؤلف من كتابات المستشرقين عن الدين دون أن يدركوا الفوارق الأساسية بين مفهوم كلمة الدين المسيحي كما عاشوا في أوروبا والدين الإسلامي كما هو في الكتاب والسنة، وقد أثار هذا الكتاب ضجة كبيرة بين علماء الأزهر الشريف، حيث قرر الأزهر منع تداول الكتاب وعدم طباعته، وفصل صاحبه من سلك القضاء الذي كان يعمل به. [1] نفس المرجع، ص90. [2] راجع الإسلام وأصول الحكم، علي عبد الرازق، القاهرة سنة 1925م.
اسم الکتاب : الاستشراق والتبشير المؤلف : محمد السيد الجليند الجزء : 1 صفحة : 80