اسم الکتاب : الاستشراق والتبشير المؤلف : محمد السيد الجليند الجزء : 1 صفحة : 124
أحد قضاة المحاكم المختلطة بمصر كتاب "لغة القاهرة" فوضع قواعد اللغة العربية القاهرية ونادى بوجوب إحلالها محل لغة القرآن، ثم انتقلت هذه الدعوى المسمومة إلى المستر "وليم ولكوكس" المهندس البريطاني الذي كان بوزارة الري والزراعة بمصر، فدعا إلى هجر الفصحى وإحلال العامية محلها، وكادت هذه القضية أن تجد لها مكانا في بعض المكاتبات الرسمية، لولا وقوف الرأي العام في وجهها وفطنة المسؤولين إلى خطورة هذه الدعوة المسمومة في القضاء على أهم رابطة بين المسلمين والعرب وهي لغة القرآن الكريم.
ومما هو جدير بالذكر هنا، الإشارة إلى ما قام به القسيس "دانلوب" المستشار البريطاني لوزارة المعارف الذي حاول جاهدا أن يجرد مناهج التعليم في مصر من سماتها الإسلامية في كثير من المواد الدراسية، فأنشأ عددا كبيرا من المدارس الإنجيليزية تدرس جميع موادها بلغة المستعمر، وكانت هذه المدارس تبدأ نشاطها المدرسي كل يوم بالصلاة في كنيسة المدرسة وأوصى "دانلوب" أن تكون حصص المواد الشرعية واللغة العربية في المدارس الحكومية في نهاية اليوم الدراسي، بعد أن يكون التلميذ قد أصابه الملل والسآمة، وظلت المناهج الدراسية التي وضعها دانلوب لوزارة المعارف المصرية تعمل عملها في تخريج أجيال مبتوتة الصلة بالإسلام وقضاياه إلى وقت قريب، والتقت أهداف "كرومر" و"دانلوب" في محاولة إبعاد الحياة الثقافية والتعليمية في مصر عن روح الحياة الإسلامية وحاول كل منها جذب بعض الشخصيات إلى هذا التيار
اسم الکتاب : الاستشراق والتبشير المؤلف : محمد السيد الجليند الجزء : 1 صفحة : 124