حقاً بمجرد وقوعه، بل هو ظلم أيضاً وغصب فنحن معكم نعترف بالواقع وأن دولة اليهود قائمة الآن، ولكننا نفترق عنكم في أنكم تقولون إن دولتهم مادامت قد قامت فهي حق ويجوز أن تعطى صفة الشرعية، ونقول إن دولة اليهود باطل واقع ويجب أن يأتي اليوم الذي تزول فيه، وقد علمنا الله أن نكفر دائماً بالباطل فالشرك باطل وهو واقع ولا ينكر وجوده إلا مكابر، ولكن أمرنا بجهاد الباطل باليد واللسان والقلب وإقرار الباطل لا يجوز في شرعة الإسلام، فإذا قالت الدول الكبرى "روسيا وأمريكا" أن إسرائيل وجدت لتبقى وهي حق لأنها قائمة قلنا لهم أن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده وإسرائيل باطل وإن كانت قائمة، لأنها قامت على الباطل والكذب والغش والخداع، وشريعتنا لا تبرر الكذب والغش والخداع بمجرد وقوعه.
ثالثاً: إلى الذين يريدون إعطاء اليهود "صك غفران" ماذا سنقول لأجيالنا الذين نعلمهم أن وعد بلفور وعد مشؤوم ووعد آثم وجريمة نكراء و.. و.. إلى آخر هذا الهراء الذي نردده في أسماع أبنائنا كل يوم وما جريمة وعد بلفور أمام صككم الذي تريدون عقده وأمام جريمتكم التي بيتم أمركم على ارتكابها، إن أصغر طالب في مدارسنا سيقول لأستاذه غداً: أستاذي إذا كان بلفور الإنجليزي قد عطف على أماني اليهود في إقامة دولة لهم في فلسطين فقد اعترفنا نحن بهذا الحق وأيدنا اليهود في هذه الأمنية! أتريدون منا أن نكابر ونقول: لا وعد بلفور آثم، "وصك الغفران والملكية" الذي تزمعون إبرامه لليهود حق ونصر وفتح مبين!! اتقوا الله في عقولنا يا قوم!! أم تريدون أن نمحوا تراثناً كله وأن نبصق على شعرائنا السالفين ومفكرينا الغابرين، وقادتنا المخلصين، بل أن يبصق عليكم أنتم لأننا ما صفقنا لكم إلا على أمل أن تحرروا أرضنا وتعيدوا مجدنا وتنقموا لأطفالنا